الشاعر محمد بن سلطان الجودر

 

الشاعر محمد بن السيخ سلطان الجودر

توفى عام (1416هـ - 1995م)

الشاعر الشيخ محمد بن الشيخ سلطان بن علي بن خميس بن حسن الجودر، ولد الشاعر محمد في مدينة المحرق حوالي سنة 1330هـ (1911م)، توفى عنه أبيه الشيخ سلطان وهو ابن سبع سنين فانتقـل في رعـاية عمه الشـيخ عبداللطيف بن علي الجودر، فتربى في أسرة متدينة، وكان للشاعر محمد أخوات حصة وعائشة وآمنة وهيا.

درس الشـاعر محمد في المطوع فحفظ كتاب الله وتعلـم الفقه، ثم أرسله عمه الشيخ عبداللطيف إلى الاحساء فطلب العلم هناك على أيـدي المشـايخ والعلماء منهم الشـيخ أبوبكر الملا في الكوت، ولما عاد إلى البحرين أخذ يبحث عن عمل، فعمل في المراكب ثم اتجه إلى البلدية ومنها إلى الجمارك.

وقد أصبح إماماً لمسجد شويطر في سوق المحرق، وفي سنة 1390هـ (1970م) أصبح إمـاماً راتباً لمسجــد قباء (عبدالله بن جامع) وظل في المسجد إلى آخر حياته حيث ألمت به الأمراض وكان يرفض الذهاب إلى المستشفى.

وكانت للشاعر محمد علاقات قوية مع الملوك والأمراء كالملك عبدالعزيز والشيخ زايد آل نهيــان وأمير الكويت. وكان ينظم الشعر والقصيدة، وكانت له عدة قصائد، فاخترنا بعضاً من قصائده ومن هذه القصـائد مرثية في الحاكم الشيخ سلمان بن حمد بن علي آل خليفة، ومنها:

خطب مريع وأشجان وأحـزان

 

مصيبة خانها صبر وسلـوان

نكبة مست البحرين والتطمـت

 

لها الخدود وسال الدمع وديـان

مالي أرى الجو تشويها بمنظرة

 

وقد حشاه من التغير دخـــان

 وقصيدة للحاكم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة:

بعثتك بالسلام وبالتحيـــــة

 

تخصك في الصباح وبالعشيــة

تحوم بمسكها فوق الثريا

 

وتمطر عطرها فوق البريـة

فيولد من تساقطهـا ورود

 

على الأرض البسيطة نرجسية

فتصحبك التهاني من لدن من

 

حباك الملك يا بن الأكرمية

كماة قد سمو شرفا وأما

 

يكسب السبق حازوا الأولوية

شياطين الوغاء ملاك سلم

 

وغوث المستغيث من الرزية

وصافحك الزمان بكف نصر

 

وعشت حياتك العيش الهنية

 وللقصيدة بقية...

 

وقصيدة أخرى للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء في إحدى زيارته لمجلس آل جودر:

تشرفت محروساً بعين الإلهيا

 

وجئت إلى قوم يحيوك غالياً

وقد نلت ترحيباً وصدق محبة

 

وتقديم إجلال وإكبار ثانياً

وشاهدت منا ما نكن مــن الولاء

 

وما ذاك إلا من قليل أمانيــا

ولما بدى منك المحيا تزاحمت

 

عليك جموع بالسلام تحييـــا

ملئنا سرورا والسعادة ربحنا

 

لم لك فينا من كريم أياديـــا

تعمق فينا حب من هو عندنا

 

عزيز علينا في الخليج نباهيا

فيا نعمه عم البلاد نعيمها

 

ويا تحفة تحضى بنغم أغانيا

لبست من الأخلاق ثوبا مذهبا

 

ومبسمك البسام أصدق راويا

تباعدت عن كبر ونفس وطيئة

 

وحسن سلوك واستقامة ساميا

طلعت على عرش المكارم باذلا

 

مكارمك الجم تفيض غواديا

إذا ذكر الأمجاد أنت وسيمهم

 

وطاووسهم شرعا فأنت مثاليا

تفقهت في شرع السياسة أتيا

 

عميد قضاة في السياسة فاتيا

حباك إلهي حنكة ودراية

 

وتأتيك صعبات الأمور طواعيا

وما ضقت في التدبير في العمر مرة

 

تنبأ بالتوفيق ما كان خافيا

ملئت جيوبي بالجميل وأنني

 

أسيرك فضلا ما بقيت حياتنا

فشكرك فرض أن قوم بنشره

 

ولو طول عمري لن يفيك ثنائيا

فما ضل من كانت مديحك شغله

 

وسار ينادي بالمديح مغنيا

فيا أيها الشهم الغيور لشعبه

 

لك الفضل فينا ما تدوم لياليا

فيا أبن سلمان المبجل عندنا

 

عزيز علينا نفتديك بغاليا

كسبت وسام المجد من قعر بحره

 

وجاوزت للجوزا تسود معاليا

تحيرت في مدح أفيك وأنني

 

لا عجز من تأتي مديحك وافيا

حباك إلهي عزة ومناعة

 

ودمت كهذا يا خليفة ماضيا

وأحبك المولى بظرف حمائة

 

وعشت سعيدا في الحياة وهانيا

سألت إلهي أن يجيب توسلي

 

ويبقيك ذخرا للذي لك راجيا

 وله قصائد كثيرة منها القصيدة المهداة للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء:

تشرفنا زيارتك الوفية

 

وتنعشنا محياك البهية

ويسعدنا حظنا أنا التقينــا

 

مع المحبوب في هذه العشية

حبيب في القلوب له مقام

 

وأما العين منزله الهبيـة

 

تبادلنا التهاني في عنــاق

 

ورددنا أناشيد الغنيــــة

وساد بنا السرور فكان منا

 

يصافح بعضنا بعضاً خوية

وأسفرت الوجوه بصبح أنس

 

ورفرفت العيون بحسن رؤية

فهذي ساعة فيها التقينا

 

سيبقى ذكرها عطر السنية

وهذا اليوم عيد نقتديه

 

وأغلا منحة تأتي سخية

ينادي في نوادينا مناد

 

هنيئاً يا بني آل جودرية

كسبتم من نصيب الفخر قسطاً

 

وفزتم بالكرامة أغلبية

لقاؤكموا صبيح الوجه هذا

 

حري فيه أسرار خفية

تبادله الحديث بصدق ود

 

ويشملكم رعايته الحفية

ويتحفكم بقرب منه تسقط

 

عليكم جنحهوا رطباً جنية

تعيش والكرامة في حماه

 

وذاك العز والعيش الهنية

لقد كبرت مبادئه اللواتي

 

يثير بها عجاب الأجنبية

تساقط من مباسمه مرود

 

تمثله البشاشة مزهرية

ويبتسم وابتسامته طبيب

 

علاج القلب من أثر الشجية

وهذي ميزة يختص فيها

 

حليف المجد ميراث الأبية

ويقصر من يطاوله مثالاً

 

ويرجعوا خاسرا صفر اليدية

فيا قطب المكارم في سخاء

 

ويا باز الشهامة منزلية

ويا من قلبه البلور صفواً

 

ويا من سره الثلج النقية

ويا عذب المجالس في حديث

 

كما يرويه عنك الأغلبية

ويا تبر المحاسن في سلوك

 

أعرنا من سلوك منهجية

وسرنا طريقاً منه نبقى

 

مثالاً في الخليج ومدرسية

تبارك من حباك اللين خلقا

 

وألبسك المهابة بردئية

وأشعل في طريقك سرج هدى

 

تسير بها صراطا مستوية

 

وما حصلت مشاكل في طريق

 

تعبدها سياستك الفتية

تدبرك الأمور برشد هدى

 

تدلك في الساسة عبقرية

فكم لك في السياسة من سجل

 

تفسره الفلاسف معجزية

ويعجب في تصفحه خبير

 

تفقه في الشئون الدولية

ويطرق رأسه في الأمر حيراً

 

لما يلقاه من حكم الشجية

فقبضتك الحديد على زمام

 

من الأمن المحاط به الرعية

يدلك أنه في الغاب ليث

 

وذاك الليث مشهود الحمية

ومنهجك السليم على قيام

 

بتطوير البلاد خطا رسية

لك البحرين تشهد منجزات

 

وكم صرح بنته لك اليدية

فللأعمار إنشاء ودفع

 

تقوم به وزارتك الفتية

وتثبيت اقتصاد فيه يسر

 

وإنعاش لأيدي العاملية

نبات بحجرنا في كنف أمن

 

وتحرسنا وعينك ساهرية

فما أغمضت عينك عن صغير

 

فكل في العناية ذا سوية

جزاك الله عنا ألف خير

 

وفيت العهد يا شمس الضحية

فيا صقر الخليفة منتقاهم

 

ويا من ذكره المسك الشذية

أو طأطأ عاجزاً أوفيك مدحاً

 

وما عندي بمدحك مقدرية

كفانا يا بن سلمان عطاء

 

حياتك يا خليفة مصلحية

فهب لي سيدي عفواً فأني

 

بني الإنسان لا يخلوا الخطية

وسامح إن رأيت بها قصور

 

فمنك العفو مضموناً لدي

حباك الله عمراً مستفيضاً

 

 

من الراحات والعمر الوفية

وقصيدة للشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يقول فيها:

إلى زائد أسمي السلام أرتـل

 

أهديه من أزكى التحية أجمـل

معطرة مسك الوداد وأنـــه

 

لحق له ملك القلوب يخــول

أمير به تسمو الزعامة رفعة

 

ونادت به المولى الأحق وأفضل

أتى قبلة لسائلين وكعبة

 

يحج لها من بالحوائج مثقل

فيرجع والأفراح تملئ صدره

 

وقد فاز بالحسنى وما هو يسأل

أبى الليل أن يقضي ويمسي بائس

 

من الشعب حاشى أن يكون ويحصل

أقام بساط الأمن فضل جهاده

 

فعاشب ذئاب البر والشاة منزل

له الفضل في قفز البلاد وسعيه

 

لتأتي منار للحضارة معقل

ستحكي له الأجيال خير مآثر

 

لخير أمير في الحياة مناضل

سألت الهي أن يديم وجوده

 

ليبلغ ما ينوي بناه ويكمل

سلام أباظبي بعيدك فلبسي

 

ثياب بهاء بالهناء تفصل

وهبي نسيمات الوصال وأغرسي

 

غصون شجيرات الورود تطيل

 وقصيدة أرسلها للشيخ راشد بن أحمد بن لوتاه وذلك بعد أن أحرجه الشيخ راشد في لغز، ففهمه الشاعر محمد فكتب له هذه القصيدة:

أسير فضلك لا ينسى لك الكرم

 

ورهن كفك قد يوفيك بالقسم 

والله ما قصدت سرى بها مسس

 

بديل شخصك عندي أعظم الحرم

وما تعمدت في إرسال ذاك على

 

أمر يشين ولن يعني به كلم

واخجلتاه لقول كنت تحمله

 

ما ليس يحمل ذو رأي وذو فهم

لم الجميل لك الإحسان يلبسني

 

ثوب الوفاء رداء كاسي القدم

لا ينكر الفضل إلا نجل ناقصة

 

كالبغل ينكر حمل السرج واللجم

وليس مثلي من تسقط مروءته

 

إلى الحضيض ويأتي جاحد النعم

أطأطأ الرأس إكباراً وتبجله

 

تجاه مثلك تقديراً ومحترم

وأرفع الكف للمولى أسائله

 

يطيل عمرك كــي تبقى لي الحلم

 

لقد رميت بسهم لم يكن أبدا

 

يخطى الفؤاد واظــنى مهجتي ألم 

وآه من لسع تصلى به كبدي

 

من وطئ ذاك ولن يجدي به ندم

لما كتبت كتاباً ذاكر لغزاً

 

جزيت خيراً ومسموح من اللعم

تلك الإشارة اسقتني كؤوس ظنا

 

وآلمتني وقد أوفى بها نقم

ولو علمت بهذا لم أقل أبداً

 

وتوبة بعدها أعطيك ملتزم

فما كتبت مشيناً في كرامة من

 

ساد الشهامة أعني زاكي القيم

ذاك الذي لا حشى أوفى مكارمه

 

مهما سعيت ولو احني على قلم

إن الآلي لا تطفي مصابحها

 

مدى الزمان وقد تبقى إلى العدم

إني خشيت بأن يعنى به كلم

 

نهج التطفل تسويلاً ومغتنم

فقلت ذاك ولا أرجو الجزاء ولا

 

أرجو الشكور فلا تأخذ بها لؤمي

إن اللئيم نكور في معاملة

 

من الجميل ويرضى قبله الذمم

ولست ذاك ولا أرضا كذاك ولو

 

علقت مشنقة أجدى من التهم

وفي الختام سلام بعده طلب

 

لك ابن أحمد أعني راشد الشيم

تعفو وتصفح لا تأخذ بظاهرها

 

والله يجزيك ما أوليت من نعم

 توفى الشاعر الشيخ محمد بن الشيخ سلطان الجودر في مدينة المحرق ودفن فيها في الثامن من ذي الحجة عام 1416هـ (1996م) وخلف ورائه من الأولاد طارق واسكندر وسلطان وبنتان.

#كتاب_الدرة_الجوهرية

#فريج_الجودر

#مجلس_الجودر

#الشاعر_محمد_بن_سلطان_الجودر

#فرجان_المحرق

إرسال تعليق

0 تعليقات