الرسالة التسامحية في خطاب جلالة الملك

 

الرسالة التسامحية في خطاب جلالة الملك

بقلم: صلاح الجــودر


لقد جاء لقاء الفعاليات المجتمعية التي شاركت في برنامج (هذه هي البحرين) بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بقصر الصخير العامر يوم الأثنين(7 ديسمبر الحالي) لتعزيز صورة التسامح والتعايش بالمجتمع البحريني، فجميع من يعيش على هذه الأرض (البحرين) سواءً مواطناً أو مقيماً أو زائراً ينعم بالأمن والأمان، وقد إستهل جلالة الملك كلمته بالقول: (كلنا فخر بتعددنا وإيماننا بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة).

لقد استقبل جلالة الملك المشاركين في فعليات (هذه هي البحرين) والتي ينظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في مملكة البحرين للتعريف بالمكتسبات التي تحققت في عهد جلالته وأبرزها قيم التسامح والتعايش، وقد نظم اتحاد الجاليات الأجنبية 5 برامج في العواصم الأوربية(لندن، بروكسل، برلين، وباريس) والولايات المتحدة الأمريكية(واشنطون ونيويورك)، وشارك في النسخ الخمس الكثير من الفعاليات الدينية والاجتماعية والإقتصادية، وقد حققت الكثير من الإنجازات بعد نقل الصورة الحضارية للمجتمع البحريني ومستوى التقدم والرقي خاصة في قبوله للجاليات الأجنبية التي تقيم في مجتمعه، وقبل الجاليات للإندماج بالمجتمع البحريني واحترام خصوصيته.

لقد جاء هذا اللقاء والبحرين تحتفل بمناسباتها الوطنية، فشهر ديسمبر هو شهر التسامح والتعايش والقيم الإنسانية الراقية، لذا أكد جلالته في خطابه السامي على هذه القيم التي يجب أن يحافظ عليها أبناء هذا الوطن والجاليات الإجنبية( نحتفي بالقيم التي جعلت من البحرين واحة للسلام والحرية والتعايش في الوقت الذي تشتد فيه حاجة العالم بأسره لتلك المثل التي نعتز بها)، والمتأمل في بعض الدول يرى مستوى التنافر والتباعد بين أبناء المجتمع الواحد حتى نهشت في جسدها ذئاب الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية، لذا لا بد من التأكيد على أهمية قيم التسامح والتعايش وحاجة الناس لها، وهذا ما أكده جلالته في لقاءه باتباع الديانات والثقافات الزائرين للبحرين حين تحدث عن أن تلك القيم هي من أسس ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة التي إنطلق مع المشروع الإصلاحي لجلالته في فبراير عام 2001م.

لقد جاء التأكيد في مضامين خطاب جلالته على الإخلاق الحميدة التي يتحلى بها الشعب البحريني، وهي أخلاق متوارثة منذ القدم، خاصة مع الضيوف الزائرين لهذا الوطن، فالمجتمع البحريني مجتمع مضياف ويقدر ويحترم كل من يأتي لهذه الأرض، ولعل الجاليات الأجنبية في البحرين هي أكبر دليل وشاهد على تلك الأخلاق، فهناك من يأتي للعمل لسنوات قليلة ولكنه يرى رحابة صدر أبناء هذا الوطن، وينعم بالأمن والإستقرار الأمر الذي يدفعه للعيش بينهم لسنوات طويلة، فيمارس عبادته وشعاره الدينية بكل سهولة ويسر، بل وتوجد له دور العبادة المناسبة لأداء تلك الشعائر، الأمر الذي جعل البحرين حالة فريدة بالمنطقة، فليس هناك وطن يحتوي على كل تلك الديانات والمذاهب والثقافات مثل البحرين!!.

لقد أبدى جلالة الملك تقديره للجهود التي يقوم بها اتحاد الجاليات الأجنبية والفعاليات المجتمعية المشاركة لإيصال صوت البحرين إلى الخارج، واختيارهم لشعار (هذه هي البحرين) للحديث عن هذا المجتمع المتسامح مما ساهم في احترام العالم لمملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، والأمر الذي دفع الكثير من الفعاليات الدولية للحضور ومشاهدة تلك الصورة التسامحية على أرض الواقع.

إن الإنجازات التي تحققت جاءت نتيجة الرؤية الواضحة والرسالة والهدف النبيل، فالبحرين كانت ولا تزال وستستمر في دعم ثقافة التسامح والتعايش، خاصة في ظل أوضاع إقليمية صعبة، فما الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة إلا صورة للإفساد في الأرض ولا يمكن مواجهتها إلا بنشر صور التسامح والتعايش بين شعوب العالم، فمبادرة(هذه هي البحرين) هي إحدى المشاريع الرائدة التي يمكن للعالم من الإستفادة منها وتطبيقها في مجتمعاتها، من هنا جاءت شهادة جلالة الملك للفعاليات التي شاركت في هذه الفعاليات دعماً ومساندة للإستمرار في إيصال الصورة الحقيقية للمجتمع البحريني.


صحيفة الأيام البحرينية 

الأيام 9746 تاريخ 15/12/2015

إرسال تعليق

0 تعليقات