الكاتب صلاح الجودر
الشيخ محمد بن خليفة النبهاني حين تحدث في كتابه الموسوم بالتحفة النبهانية أشار إلى الحالة الاجتماعية التي كانت عليها المحرق القديمة في العام 1332هـ (1913م)، حيث كان بها 42 مسجدًا وجامعان، أما الجامع الأول فهو جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والمعروف بـ(الجامع الشمالي) وهو الجامع الذي يُعاد تطويره ضمن مشروع تطوير المدينة القديمة، والثاني هو جامع الشيخ حمد والمعروف بـ(الجامع الجنوبي) المقابل لقصر الحكم الثاني، حيث لم يكن بالمحرق القديمة سوى جامعين، ومن أبرز المساجد بمنطقة المحرق القديمة والتي تشمل تسعة مجمعات سكنية هي مساجد عائلة الزياني، فقد أقامت هذه الأسرة الكريمة مجموعة من المساجد لا تزال تحمل اسمها، ومنها:
جامع عبدالوهاب بن حجي الزياني
لقد جاء تأسيس الجامع بسوق المحرق القديم أواخر القرن التاسع عشر ميلادي على يد الشيخ حجي بن أحمد الزياني، وقد اختار اسم ابنه الشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني، وقد أعيد بناء الجامع في (1932-1933م) على يد الوجيه عبدالرحمن بن عبدالوهاب الزياني، وثم تم بناؤه على نفقة وجهاء من المحرق (بن مطر وفخرو)، وكانت منارة الجامع آنذاك من الخشب، والمصلى من قواقع البحر (صبان)، وماء الشرب كان يؤتى به من عين فخرو القريبة من الجامع، ثم هدم وأعيد تعميره في (1995م) على نفقة راشد وأحمد أبناء عبدالرحمن بن عبدالوهاب الزياني.
وتبلغ مساحة الجامع 730 مترًا مربعًا، ويسع 1000 مصلٍ، وهناك محال وقف للجامع وشقة، وصالة كبيرة ومنارة ارتفاعها 60 قدمًا تقريبًا، وبه مركز لتحفيظ القرآن الكريم، حيث يقع الجامع في حي (فريج) الزياينة، بمبنى 537 شارع 1511 مجمع 215 في المحرق.
ومن أبرز الأئمة الذين تعاقبوا على الجامع: الشيخ هزيم بن جاسم الشامسي، والشيخ محمد الكوهجي، والشيخ شاهين، والشيخ جمال راشد سعيد القريشاني، والشيخ بسام محمد الزياني، وآخرون لم يتسنَ لي معرفتهم. أما المؤذنين فمنهم: خميس، مبروك، محمد إبراهيم السلمان. ومن الخطباء: الشيخ مصطفى أحمد نور مصطفى.
مسجد علي بن إبراهيم الزياني
أسس المسجد الشيخ علي بن إبراهيم الزياني، الرجل الكريم ذو الأخلاق العالية، وصاحب المدرسة الأهلية التي افتتحها في العام 1912 والقريبة من منزله ومجلسه، وكان يصرف على التعليم من حسابه الخاص، وقد خصص المكان فيما بعد كمبنى مرحلي لأول مدرسة نظامية بالبحرين، وهي مدرسة الهداية الخليفية بالعام 1919.
أعيد بناء المسجد على نفقة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين أنداك، ثم أعيد بناؤه مرة أخرى في العام 1972م على نفقة السيد محمد يحيى الصائغ من الكويت، ثم تم بناؤه على نفقة فاعل خير وأشرف على بنائه يوسف مصطفى فقيه، وافتتح في العام 1998م، حيث يقع المسجد في فريج الزياينة، مبنى 966 شارع 1525 مجمع 215 المحرق، وتبلغ مساحته 336 مترًا مربعًا، ويسع 300 مصلٍ، وله منارة ارتفاعها 40 قدمًا، والحمامات من جهة الشرق ولها باب منفصل عن المسجد.
أئمة المسجد: الشيخ حسن إبراهيم الزياني، والشيخ عبدالعزيز حسن الزياني، والشيخ جاسم محمد علي. المؤذنون: محمد علي الكوهجي، ومحمد صقر إبراهيم الحادي، وغيرهم.
مسجد أحمد الزياني
مؤسس المسجد الشيخ أحمد خميس الأحمد الزياني، ويعتبر من أصغر المساجد في البحرين، وقد أعيد تعميره في العام 1971م من التعويض الذي خصصته البلدية للسيد عبدالرحمن بن عبدالوهاب الزياني نظير استقطاع جزء من مساحة المسجد لتوسعة شارع حالة بوماهر بسوق الذهب، ثم أعيد بناؤه في العام 1992م بتكلفة 17,000 دينار بحريني.
ومساحة المسجد صغيرة لا تتجاوز 123 مترًا مربعًا، ويسع 200 مصل، وله باب واحد من جهة الشرق، ومنارة ارتفاعها 40 قدمًا، وأمام المسجد موقف للسيارات. ويقع المسجد على شارع حالة بوماهر بالقرب من سوق الذهب بالمحرق في فريج الزياينة، مبنى 573 شارع 1329 مجمع 213 المحرق. أئمة المسجد: الشيخ عبدالغفور عثمان الزياني، الشيخ عبدالسلام الكوهجي، الشيخ أحمد عبدالرحمن القطان، الشيخ محمود علي محمود الكوهجي. المؤذنون: جاسم محمد بومطيع، زين الدين كلنكر كنديل، وآخرون.
صحيفة الأيام البحرينية
العدد 12941 الخميس 12 سبتمبر 2024
0 تعليقات