اليوم الوطني السعودي 94
الباحث صلاح الجودر
تحتفل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني المجيد 94، ففي يوم الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تحتفل السعودية باليوم الذي قضى بتحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودي، ففي اليوم 23 سبتمبر العام 1932 تم الإعلان عن قيام المملكة، ولمشاركة الأشقاء بالشقيقة السعودية أفراحهم لابد من الوقوف عند محطات رئيسية من تاريخ هذا الوطن العروبي، وأبرزها فتح الرياض 1902، وتوحيد السعودية 1925، والإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية 1932.
ففي 15 يناير 1902 استطاع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من استعادة وفتح عاصمة أسلافه (الرياض)، فقد خرج الملك عبدالعزيز مع والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود من الرياض بعد سقوط الدول السعودية الثانية في العام 1891، متوجهًا إلى قطر ثم البحرين التي مكث بها قرابة العامين، ثم توجه إلى الكويت ومكث فيها قرابة العشرة أعوام، ثم استقبل الرياض لفتحها واستعادتها في عدة مرات.
وفي العام 1925 تحقق له ذلك بعد أن بسط نفوذه على نجد وسدير والوشم والقصيم، وضم الإحساء وعسير وحائل ثم الحجاز، وفي العام 1930 اكتمل توحيد السعودية بضم جازان.
ودول الخليج بعد قيام مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981 تحولت إلى كتلة إقليمية واحدة في المشتركات والمصير الواحد وذلك لما تملكه السعودية من إمكانيات كبيرة، لذا تحتفل الدول الخليجية مع بعضها البعض في المناسبات الوطنية، فنرى العيد الوطني في أي دولة خليجية هو عيد وطني للدول الأخرى، فترفع الأعلام، وتقام الاحتفالات في كل دولة، ما يؤكد على وحدة المنظومة الخليجية.
فاليوم الوطني السعودي هو يوم توحدت فيه جميع مناطق السعودية، وشهدت حالة من الاستقرار السياسي لم تشهده من قبل، فهو يوم أرست فيه دعائم الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية وليس فقط في السعودية، فالدول الخليجية بأسرها اليوم تنعم بالأمن والاستقرار وذلك للمكانة التي تتمتع بها الشقيقة الكبرى السعودية بين الدول.
فما تشهده الشقيقة السعودية اليوم من استقرار ونماء ورخاء هي ثمرة جهود كبيرة بذلها المؤسسون الأوائل، وفي مقدمتهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناءه الملوك المتعاقبين، واليوم الوطني السعودي السنوي هو يوم للتأكيد على القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع السعودي، وكذلك للتأكيد على تمسكه بدينه وعاداته وتقاليده العربية الأصيلة، وهي اليوم على ذات النهج بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
والمجتمع البحريني يرتبط بالشقيقة السعودية بكل الأواصر لاعتبارات أخوية وتاريخية قديمة، وهذا ما نشاهده في الاحتفالات الوطنية التي تقام في البلدين، وقد تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر الملك فهد بالعام 1986، فأصبحت الحدود مفتوحة بين البلدين حيث تعززت العلاقات، وأصبح المصير واحدًا، لذا فإن المحطات الوطنية بالشقيقة السعودية هي محطات وطنية لكل بحريني، يحتفل بها البحريني كما يحتفل بمناسباته الوطنية!
واحتفال الشقيقة السعودية باليوم الوطني 94 يرافقه برامج التطوير والبناء التي تشهدها كل مناطق السعودية، والزائر لأي مدينة أو قرية بالسعودية يرى سرعة عملية الإنشاء والبناء وتطوير البنى التحتية، ولقد كانت لنا فرصة زيارة الكثير من مناطق السعودية في هذا العام، فما شاهدناها يفوق التصور، وهو دليل على النية الصادقة بالعمل من أجل رفعة المواطن السعودي، تحية للسعودية وقادتها وشعبها بيومهم الوطني المجيد.
صحيفة الأيام البحرينية
العدد 12955 الخميس 26 سبتمبر 2024
0 تعليقات