إعلان مملكة البحرين .. مضمونه وأهميته

إعلان مملكة البحرين .. مضمونه وأهميته

بقلم: الكاتب صلاح الجودر

العدد 12468 الأحد 28 مايو 2023

مراجعات / صحيفة الأيام البحرينية


في سبتمبر العام 2017 تم إطلاق إعلان مملكة البحرين للتسامح والتعايش بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهو الإعلان الذي يعتبر وثيقة دستورية لا تقل أهمية عن الدستور والميثاق والقوانين، يتساءل بعض الناس في المجالس والمنتديات عن أهمية إعلان مملكة البحرين وتأثيره على السلم العالمي، خاصة في ظل الحروب والصراعات التي يشهدها العالم، لذا من الأهمية إعادة قراءة هذه الوثيقة التاريخية التي أطلقها جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتستقبلها العواصم العالمية بالحفاوة والتكريم لما تحتويه من قيم ومبادئ إنسانية راقية.

لقد أناب جلالة الملك المعظم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية لحضور أول مراسم توقيع للإعلان بالولايات المتحدة، وهو الإعلان الذي يعكس فكر وفلسفة جلالة الملك المعظم ورؤيته لعالم يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وجاء إثر إعلان مملكة البحرين تدشين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي كأول مركز على مستوى العالم لتعزيز التعايش بين البشر، فتم تأسيس المركز ليتحمل مسئولية نشر ثقافة التعايش السلمي في شهر مارس العام 2018م بالتعاون مع جمعية (هذه هي البحرين) ذات الخبرة الطويلة في العلاقات الدولية، فتم زيارة الكثير من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة والبرازيل لتدشين الإعلان فيها، ومن ثم التوقيع على الكثير من المبادرات والبرامج، فتم تدشين كرسي الملك حمد للحوار بجامعة لا سبينزا روما، وبرنامج الملك حمد (الإيمان بالقيادة) في جامعة أكسفورد وكامبردج بالمملكة البريطانية، فضلاً عن تدشين برنامج الأمن السيبراني بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة، فتم تخريج الكثير من القيادات الشبابية الطموحة لتساهم في بناء المجتمع الدولي.

لقد جاء إعلان مملكة البحرين ليعزز الحرية الدينية، ونشر التسامح والتعايش السلمي والمحبة والتعاون والعمل المشترك والحوار، وهي صور ماثلة بالمجتمع البحريني من خلال التنوع الديني واحترام الآخر والعيش المشترك، وصورة البحرين التسامحية ليست صورة مستنسخة، ولكنها حقيقة ماثلة منذ مئات السنين، ولكن حضورها في المشهد البحريني اليوم للتأكيد على أن البحرين حاضنة لكل الأديان والمذاهب والثقافات، فنرى المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس والبهائية والسيك والبوذا وغيرهم وهم يمارسون عباداتهم بكل حرية، ويشاركون المجتمع البحريني في مختلف المواقع مثل التعليم والصحة والتجارة وغيرها، لذا فإن من الكلمات الخالدة لجلالة الملك المعظم والتي نشرت بصحيفة (واشنطون تايمز) بتاريخ 10 أكتوبر 2017: إن «إعـلان مملكـة البحريـن هـو دعـوة للقـادة والجماهيـر ورجـال الديـن والحـكام والرؤسـاء والمواطنيـن إلـى البـذل، لضمـان أن العقيـدة الدينيـة هـي نعمـة للبشـرية جمعــاء وأســاس السلام في العالــم»، لذا من الأهمية أن يضطلع العالم بأسره على هذه الوثيقة التي تسعى لأن يكون العالم أكثر أمنًا واستقرارًا.

وآخر المحطات التي تم دشين إعلان مملكة البحرين كانت العاصمة المصرية (القاهرة)، حيث شهدها جمهور غفير من الدبلوماسيين والساسة والاقتصاديين ورجال الدين والإعلاميين وطلبة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم للتعرف على المجتمع البحريني بتنوعه وتعايشه السلمي كما جاء في الإعلان ومبادئه التي تشكل ركائز التعايش السلمي كمنهج للسلام العالمي.

لقد أحضنت القاهرة إعلان مملكة البحرين لما لهذه الوثيقة من أهمية كبرى، فمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية هذه هي البحرين من مؤسسات المجتمع المدني بالبحرين، والتي تسهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات البشرية في الداخل والخارج، وتسعى من خلال مبادراتها وبرامجها لإيجاد قاعدة شبابية قادرة على تعزيز السلم الأهلي والتعايش البشري، فقد ترجم مركز الملك حمد وجمعية هذه هي البحرين فكر وفلسفة جلالة الملك المعظم، ونقلت تجربة البحرين إلى الكثير من العواصم، وآخر العاصمة المصرية (القاهرة).

ويأتي تدشين إعلان مملكة البحرين في القاهرة للدور الكبير الذي تقوم به جمهورية مصر العربية في تعزيز السلم العالمي، ومبادراتها الإنسانية لنشر ثقافة السلام والتسامح، فكان اختيار العاصمة المصرية كأول دولة عربية وإسلامية وأفريقية ليؤكد على المكانة التي تتمتع بها مصر.

فالبحرين اليوم تتحمل مسؤولية كبيرة في مجال نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وهي قيم إنسانية ومبادئ بشرية يتحلى بها جلالة الملك المعظم، لذا جاء إعلان مملكة البحرين ليعزز العلاقة بين البشر دون النظر إلى معتقداتهم أو مذاهبهم.

إرسال تعليق

0 تعليقات