يوم الشراكة المجتمعية

 

يوم الشراكة المجتمعية

بقلم: الكاتب صلاح الجودر

العدد 12402 الخميس 23 مارس 2023

بمناسبة يوم الشراكة المجتمعية اجتمع معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بالفعاليات المجتمعية ذات العلاقة بالخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، للتأكيد على المكاسب التي تحققت منذ انطلاقة الخطة الوطنية التي جاءت من رؤى وتطلعات صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، فقد تم إطلاق الخطة في 26 مارس 2019 بموافقة مجلس الوزراء الموقر عليها.

لقد أكد معالي وزير الداخلية أن أولى المبادرات كانت في العام 2007 حين تم تشكيل الشرطة المجتمعية، واختيار أفرادها من محافظات البحرين ولذلك لضمان قرب شرطة المجتمع بالأهالي، ومعرفة حاجياتهم ومشاكلهم للمساهمة في حلها ومعالجتها، وصولاً إلى الشركة المجتمعية الفاعلة، وقد حققت هذه المبادرة الكثير من المكاسب في معالجة القضايا، ولربما الكثير من تلك القضايا لم يتم تسجيلها لأنها لم تصل إلى درجة الأفعال التي يجرمها القانون، لذا نرى التعاون الكبير من المواطنين وشرطة المجتمع وذلك للثقة المبادلة بينهم.

وفي العام 2011 جاء إطلاق مشروع مكافحة العنف والادمان (معًا) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، فقد استهدفت تلك المبادرة طلبة المدارس، فقد تم تغطية عدد 196 مدرسة حكومية من أصل 211 مدرسة، واستفاد من المبادرة 136300 طالب وطالبة، وذلك بهدف تنبيه الطلاب من خطورة ذلك المسلك المشين، والحذر من الوقوع في مستنقع الإدمان والعنف، وأشار معالي وزير الداخلية إلى تطوير البرنامج الأساسي بإضافة مناهج جديدة عن التعايش السلمي، خاصة وأن البحرين اليوم رائدة في هذا المجال لما يحتويه المجتمع البحريني من أديان ومذاهب وثقافات، وما يعيشه أتباعها من حرية دينية كبيرة، وكذلك مكافحة التطرف والتشدد، وملف الأمن السيبراني لتعزيز الأمن والاستقرار بالمجتمع البحريني.

وكمشروع حضاري جاء تنفيذ مشروع العقوبات البديلة الذي أنطلق في العام 2018، وقد استفاد منه منذ تطبيقه عدد 4815 شخصًا، وقد ساهم هذا المشروع في تطوير منظومة العدالة الجنائية لتعزيز حقوق الإنسان، وهو مشروع رائد تحدثت عنه الكثير من منظمات حقوق الإنسان، واشادة به لما فيه من جوانب إنسانية دفعت بالمستفيد من العيش في كنف أسرته ومجتمعه.

وجاءت السجون المفتوحة لتكمل مرحلة مهمة في تنفيذ أحكام العقوبات البديلة، حيث يتم تدريب وتأهيل المستفيدين داخل مراكز الإصلاح والتأهيل قبل الانتقال إلى مرحلة السجون المفتوحة، وهي مرحلة سيتم العمل بها في شهر رمضان الكريم وفق أفضل المعايير وفي مباني مجهزة، وصولاً إلى إدماج المحكوم عليهم بالمجتمع.

تزامن يوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني مع مرور أربعة أعوام على انطلاق الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، وهي الخطة التي تستهدف تعزيز الهوية الوطنية للمجتمع، والقائمة على المبادئ والقيم والعادات البحرينية الأصيلة، وهي السياج الأخلاقي الذي يحافظ عليه أبناء البحرين منذ القدم، خاصة وأن المجتمع اليوم منفتح على ثقافات جديد عبر الفضاء المفتوح، لذا لابد من التأكيد على الهوية البحرينية بما تملكه من قيم وعادات.

ونبه معالي وزير الداخلية إلى أن الانفتاح الالكتروني الشامل يجب أن لا يكون على حساب العادات والتقاليد، فالمجتمع البحريني رغم التنوع الذي يمتاز به إلا أنه محاط بقيم وعادات وأخلاق يجب عدم التفريط فيها، وهو ما نبه إليها معالي وزير الداخلية حين تحدث عن الهوية الوطنية القائمة على قواعد السلوك الوطني الرصين التي يعتز بها الفرد ويفخر.

فالهوية الوطنية التي تحدث عنها معالي وزير الداخلية متجذرة في الوعي الجمعي للناس في البحرين، لذا لا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال، لأنها مرجعية كل فرد يعيش على أرض البحرين، وتتأصل الهوية الوطنية بالإعلان عنها في كل المحافل، فانتماؤنا نراه في التفافنا حول جلالة الملك المعظم، وهو النهج الذي تربينا عليه، وننقله إلى الأجيال القادمة.

كلمة وزير الداخلية جاءت للتأكيد على أهمية المحافظة على الوطن من خلال المحافظة على الهوية والقيم والمبادئ، لذا نحتفل بيوم الشراكة المجتمعية لأن الوطن مسؤولية كل فرد يعيش على ترابه!!

إرسال تعليق

0 تعليقات