الاتحاد البرلماني الدولي 146
بقلم: الكاتب صلاح الجودر
بعد تجربة برلمانية دامت أكثر من عشرين عامًا استقبلت البحرين أكبر تجمع برلماني دولي خلال الفترة 11-15 مارس الحالي (2023)، في دليل كبير على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه المجتمع البحرين، وحقوق الإنسان والحرية الدينية، والتجربة البرلمانية التي يتمتع بها كل فرد يعيش على أرض البحرين، مواطن أو مقيم أو وافد.
لقد جاءت جلسات الاتحاد البرلماني الدولي 146 التي أقيمت بالبحرين لتؤكد على المكانة المرموقة للبحرين بقيادة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، الذي وضع أسس الإصلاح الداخلي من خلال مشروع ميثاق العمل الوطني الذي أنطلق في فبراير 2001، وجاءت مؤسسات الدولة لتعكس الصورة الحقيقة للمجتمع البحريني، وهو الأمر الذي نال على ثقة المجتمع الدولي لاختيار البحرين مكانًا لتنظيم أعمال الجمعية العامة 146.
البرلمان البحريني بغرفتيه (النواب والشورى) حريص على تعزيز العمل المشترك والدبلوماسية البرلمانية مع كافة البرلمانات في العالم، ولا سيما الاتحاد البرلماني الدولي، سعيًا لتحقيق تطلعات وطموحات الشعوب، لذا جاء اختيار الاتحاد البرلماني الدولي لمملكة البحرين لتنظيم اجتماع الجمعية العمومية للثقة التي تحظى بها البحرين.
اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي 146 في البحرين تناولت الكثير من القضايا، ومنها السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وملف الحرب الروسية الأوكرانية، والتغير المناخي، وقضايا المرأة والجهل والجوع وحقوق الإنسان، وخطورة الهجمات السيبرانية، وتعزيز التعايش السلمي،و محاربة التعصب ونبذ العنف، وتم مناقشة كل القضايا من خلال السلطة التشريعية بالعالم، فالبرلمانات هي سلطة مستقلة، وتعتبر سلطات قوية ومسموعة، ولها رأيها المستقل، وما تواجدهم في البحرين إلا للتأكيد على مكانة ودور البحرين في معالجة الكثير من القضايا.
استضافة البحرين لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي لمدة خمسة أيام هي الأكبر على مستوى العالم، وبهذا العدد الكبير الذي تجاوز (1700 مشارك) لدليل على الثقة والمكانة التي تحظى بها البحرين من المجتمع الدولي، البحرين عبر تاريخها الطويل تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والتعايش في العالم، وقد جاء نجاح المؤتمر لتعاون جميع الجهات الرسمية والأهلية.
لقد قدمت البحرين من خلال استضافتها لأعمال الجمعية العمومية لاتحاد البرلمان الدولي 146 صورة مشرفة، ونموذجًا رائعًا، وبذلت في سبل إنجاح أعمال هذه الدورة جهدًا كبيرًا، فقد استطاعت البحرين من استضافت برلماني العالم تحت سقف واحد، وكانت فرصة لالتقاء ممثلي شعوب الأرض في البحرين، والتحاور فيما بينهم لمواجهة التحديات التي تعترض الحضارة الإنسانية والجنس البشري.
الحدث كان الأكبر على المستوى الدولي، وقد استطاعت البحرين من احتواء هذه الفعالية بكل اقتدار، وهي مساهمة لتعزيز التضامن والشراكة الدولية، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز قيم السلام والمحبة والتسامح والتعايش والحوار الحضاري لدعم التنمية المستدامة، فاستضافة البحرين لأعمال الاتحاد البرلماني الدولي تؤكد على المكانة البرلمانية التي وصلت إليها البحرين، بالإضافة إلى الثقة التي نالتها البحرين من المجتمع الدولي، خاصة والبحرين متمسكة بالمشروع الإصلاحي الذي توافق عليها أبناء البحرين، والذي يعتبر البرلمان البحريني احد ثماره.
كما توقعنا مع بداية توافد المشاركون في المؤتمر أن تخرج علينا بعض الأصوات الهاربة من البحرين بسبب الأحكام القضائية الصادرة في حقهم، فقد غرد البعض منهم للنيل من البحرين وتجربتها البرلمانية، وتسقيط أعمال الاتحاد البرلماني الدولي، وبدأت تغريدات المظلومية وانتهاكات حقوق الإنسان من خلال الاسطوانات المشروخة التي عفى عليها الزمن، ليس هناك ما تخشاه البحرين أو تخاف منه، وما قبول دعوة البحرين للاتحاد البرلماني الدولي لزيارة البحرين إلا أكبر دليل على استقرار البحرين.
لقد جاء موضوع الجمعية العامة 146 لتعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: مكافحة التعصب، وهو الأمر الذي تعمل عليه البحرين منذ سنوات، وما مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي إلا احدى المؤسسات التي تساهم في تعزيز صور التعايش السلمي، وهناك فرق كبير بين التعايش السلمي الذي يؤمن به عموم شعب البحرين، وبين التعصب الذي تؤمن به فئة من الناس تم غسل ادمغتها حتى لم تفرق بين بناء الوطن وهدمه!!
0 تعليقات