الواردة ومدفع الإفطار بالبحرين

 

أرمي، وثارت الواردة مدفع الإفطار بالبحرين

بقلم: الكاتب صلاح الجودر

العدد 12426 الأحد 16 أبريل 2023

مراجعات / صحيفة الأيام

لقد ارتبط مدفع الإفطار بالبحرين مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى، وقد كنا نشاهد مدفع الإفطار وهو يتجه مع رجال الشرطة إلى ساحل البحر للإعلان عن قدوم شهر الصوم حين تطلق مجموعة من الطلقات، وكنا نتحرى صوت المدفع مع غروب الشمس إذانًا بالفطر وكسر الصوم، ونسمع صوت المدفع مرة ثانية وقت السحور، فأجواء مدفع الإفطار كانت فرحة للصغار والكبار، ولا تزال البحرين متمسكة بهذا العرف والتقليد الذي يرافق شهر رمضان المبارك.

تذكر بعض المصادر بأن مدفع الإفطار قد انطلق في فترة المماليك بمدينة القاهرة بالعام 865 هجرية، ثم انتقلت إلى العثمانيين ومنها إلى الدول الإسلامية والعربية والإسلامية والخليجية، ومنها البحرين وذلك في العام 1930، وهي الفترة التي شهدت فيها البحرين تدفق النفط كأول دولة خليجية.

 

ثارت الواردة

قديمًا حين تطلق الذخيرة من مدفع الإفطار كان المصطلح المستخدم (ثارت الواردة) ويقصدون بذلك مدفع الإفطار، والذي يرافقه أذان المغرب، ولا يزال هذا التقليد مستمرًا، ويشاهده الكثير من الناس سواءً حضورًا في موقع المدفع أو من خلال شاشة التلفزيون، وكان في البحرين مدفعين، الأول في المنامة والثاني بالمحرق، والمشرف على مدفع المنامة الملا جاسم بن محمد سالم إمام مسجد أبل والخطيب في مجموعة من مساجد البحرين، وكان مسئولاً عن مدفع المنامة الواقع بالقرب من فرضة المنامة، ثم انتقل المدفع إلى الأرض المقابلة لسوق المنامة المركزي، وبالمحرق بالقرب من مركز شرطة المحرق كان هناك مدفع آخر، وكان المشرف عليه الشيخ حسين بن إبراهيم البنكي أحد طلبة قاضي المحرق الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر، وكان إمامًا لمسجد عبدالله بن محمد الجامع المعروف بمسجد (قباء)، ثم مسجد خليفة بن موسى بحالة بوماهر، وقد تم زيادة عدد مدافع الإفطار فيما بعد في مختلف المحافظات مع توسع البلاد وزيادة عدد الأنفس.

ويتم اختيار المشرفين على مدفع الإفطار من قبل قضاة الشرع بالبحرين، وفي الغالب يكون إمام أحد المساجد الموثوقين، ويحمل في يده الساعة ويراقب مغيب الشمس، ومن بعدها يأمر المشرف على مدفع الإفطار بإطلاق الذخيرة الصناعية قائلاً: (أرمي)، فيتم إطلاق الذخيرة من قبل مجموعة من رجال الشرطة، فيسمعها أهل الديرة والتي على إثرها يتم رفع الأذان في المساجد، ومن أشهر من قام بهذه الوظيفة، الشيخ درويش بن رحمة بن درويش الذوادي، والشيخ عبد الله بن سيف بن أحمد، والشيخ نوار بن علي الوزان.

عمر مدفع الإفطار بالبحرين تقريبًا 93 سنة، ولا يزال محافظًا على مكانته لارتباطه بشهر رمضان الكريم، وقد جاء ذكر المدفع في مذكرات مستشار حكومة البحرين تشارلز بلجريف، أنه في يوم (السبت الأول من مارس 1930م أطلقت مدافع العيد وقرعت أجراس مركز الحريق، وصادف يوم الأحد 2 من مارس، أول أيام عيد الفطر)، فهو يصف دور مدفع الإفطار في آخر أيام شهر رمضان، فيتم إطلاق 21 طلقة تأكيدًا بأن اليوم التالي هو أول أيام عيد الفطر السعيد.