بيت القضاة (بيت ومجلس الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر)
يعرف الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر بقاضي
المحرق، والذي اطلق هذا اللقب هو الشيخ محمد بن عيسى بن علي آل
خليفة، وهو نجل الحاكم حينه، وذلك في العام 1927.
ولد بمدينة المحرق، والده هو الشيخ علي بن محمد بن خميس الجودر، واخيه الشيخ سلطان، نشأ في جو علمي وأخذ العلم من مشايخ بالبحرين، ثم انتقل إلى منطقة الإحساء بعد استئذانه الحاكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، من أبرز من تتلمذ على أيديهم هناك الشيخ عبداللطيف الجعفري الشافعي، وحصل على إجازة كتابية في جميع العلوم الشرعية من مفتي المالكية بالمدينة المنورة الشيخ محمد الخضر الشنقيطي مؤرخة منتصف شهر صفر 1345 هجرية.
تم تعيينه قاضياً بمحكمة الشرع عام 1927 في حادثة تعرف بـ (العبادلة الثلاثة)، حين تم تعيينه بالإضافة إلى الشيخ عبداللطيف بن محمود المحمود والشيخ عبداللطيف بن محمد السعد، في أول محكمة للشرع من قبل حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة في العام 1927، وذلك لمساعدة قاضي البحرين الشيخ قاسم بن مهزع.
أصبح إماماً لمسجد بن
سبت بالمحرق عام 1917، ثم إمامًا لمسجد عبدالله بن جامع (قباء حاليًا) عام 1919،
وخطيبًا في جامع الشيخ عيسى بن علي ومصلى العيدين لأكثر من عشرين سنة.
وكان مدرساً للشريعة
الاسلامية في مدرسة حسين بن مطر طوال أيام الأسبوع، وكان راتبه السنوي مائة
روبية، ومن أهم المواد التي كانت تدرس في هذه المدرسة الفقه واللغة العربية
وعلم الفرائض.
وكان شاعرًا قوي
التعبير، غزير المعنى، وله قصائد كثيرة ومن تلك القصائد مرثيته في أخيه الشيخ سلطان
خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي بالمحرق، يقول فيها:
أخي سيفي المشهور عدة شدتي |
|
إذا نابني ريب الزمان تلقاني |
تحمل كل المعضلات فليته |
|
يفدى بمال ثم روح وغلمان |
فقيد أخ عز الزمان بمثله |
|
وأين ترى ذا الوقت يصفو لإخوان |
وفي العام 1939 حج الشيخ عبداللطيف
وأسرته.
وبيت قاضي المحرق لا يزال قائمًا في فريج الجودر وبن هندي، ويعرف ببيت القضاة لما جمعه من علماء ومشايخ وطلبة علم، وتصميم البيت دهليز صغير يبدأ بمجلس القاضي على اليمين، وغرفة للأهل، وفناء البيت الداخلي، وكانت بالبيت بركة في الجهة الغربية، ودرج ضيق يؤدي الى الطابق العلوي، وتوجد الغرفة الرئيسية، وفيها النقوش والزخرفات، والشبابيك، والتهويات.
وفاته فكانت في منزله
بعد أن اشتدت عليه الأمراض عام 1945، وتم دفنه في مقبرة المحرق.
0 تعليقات