رحلة في ربوع الإحساء

 



أمهو ومرحب رحلة في ربوع الإحساء

بقلم: صلاح الجودر

(أمهو) كلمة حساوية جميلة وتعني أهلا وسهلا وحياك الله عندنا، وكثيراً ما كنا نسمعها من الحساوية القادمين إلى البحرين وأسواقها، وقد فتحت لنا هذه الكلمة (أمهو) آفاق أوسع للاضطلاع على ثقافة المجتمع السعودي واللهجة الحساوية الجميلة، فكانت لنا زيارة إلى محافظة الإحساء، وأبرز مدنها الهفوف والمبرز من خلال رحلة سياحية استغرقت يوماً كاملاً.

المسافة من البحرين إلى الإحساء تستغرق ساعتين بالسيارة من خلال طرق معبدة وسهلة حتى دخلنا احدى البساتين الجميلة (مزرعة الورد الحساوي المميز) والتي ذكرتنا ببساتين ونخيل ومزارع البحرين، وقد تم إعداد هذه المزرعة لاستقبال السياح والتنقل فيها لمشاهدة الورد الحساوي الجميل برفقة صاحب المزرعة الطيب وجميل المعشر، ثم إلى جبل قارة الذي هو مجموعة من التكلسات الجيرية التي تقام فيه الكثير من الفعاليات، والجميل هو العناية الفائقة لهذا المعلم الحساوي الجميل الذي يستحق الزيارة والدخول إلى جوف الجبال الباردة والتجويفات المظلمة.

وبعدها إلى مسجد ومنتزة جواثا الذي يعتبر أول مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد قباء بالمدينة المنورة، ويعود تاريخه إلى أكثر من أربعة عشر قرناً، والغداء في مطعم (زمان لول) الذي يقدم الأكلات السعودية، وهو عبارة عن بستان جميل تم الاستفادة منه ليقدم المأكولات اللذيذة، وثم إلى مجمع العثيم، وسوق القيصرية الأثري الذي تم تطويرها وتحديثه بما يتناسب مع الهوية السعودية، وهذا السوق يشبه إلى حد ما الكثير من أسواق دول الخليج العربي، وتحديداً سوق المحرق القديم، حيث توجد فيه القهوة العربية والهيل والدهن العداني والبهارات والبشوت والثياب والقهاوي الشعبية.

ثم كانت المحطة الأخيرة مهرجان التمور الذي حمل شعار (يا أحلى التمور 2023)، فكانت لنا فرصة جميلة في هذا المهرجان بأن نرى المنتوجات السعودية، فهناك التمور الحساوية بكل أصنافها ومنتجاتها التحويلية مثل التمر المحشي باللوز، خلطة التوت البري، بسبوسة التمر، عصيدة التمر الحساوية، كيك الدخن، قرص عقيلي بالتمر، معمول التمر الأصفر، معمول الدخن بالتمر، التمرية الملكية الفاخرة وغيرها.

في مهرجان التمور بالإحساء كانت هناك فعاليات مصاحبة مثل الفنون الشعبية والفلكلورية، وعروض غنائية تراثية، ولوحات خشبية فنية، وعروض مسرحية تراثية، وأمسيات شعرية، وحرف يدوية، والبيت الحساوي التراثي، والأسر المنتجة التي تقدم المائدة الحساوية اللذيذة، واستمتعنا كثيراً بعروض فرقة السريع، فقد قدمت العرضة السعودية والسامري، وقاموا بالترحيب بالوفد البحريني.

سمعنا كثيراً عن منطقة الإحساء بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والتقينا بالحساوية وهم يجوبون مناطق البحرين وأسواقها، وعرفنا بأن حساوية السعودية لهم تاريخ طويل وثقافة مميز وأخلاق عالية، فجميع من ألتقينا بهم بالإحساء كانت الأصالة العربية في كلماتهم الترحيبية المعبر عن الحب والوفاء والتقدير.

لهجة الحساوية الجميلة تعكس أصالة وتاريخ أبنائها، ولكن زيارتنا لها ومعرفة الناس فيها عن قرب كشفت لنا المعدن الأصيل لأبناء الإحساء، فقد تركوا فينا أثراً جميلاً في أنفسنا، وأكد على عمق العلاقة بين البحرين والسعودية، وكشف لنا عن سبب تعلق الشعبين ببعضهما البعض، فالسعودية ليست فقط مكة والمدينة المنورة ولكن هناك أماكن تستحق الزيارة، مثل الإحساء والدمام والطائف وجدة وأبها وتنومة والعلا وتبوك، وفي مقدمة كل تلك المدن العاصمة الرياض التي تهفوا إليها قلوب العرب، فدام عزك يا السعودية، ودام الأمن والاستقرار والرخاء على شعبك.


صحيفة الأيام البحرينية

العدد 12349 الأحد 29 يناير 2023

https://www.alayam.com/Article/courts-article/420442/%D8%A3%D9%85%D9%87%D9%88-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%AD%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A1.html#alst

إرسال تعليق

0 تعليقات