رجل التعايش والتسامح الشيخ خالد بن خليفة رحمك الله
لقد فقدت البحرين شخصية بارزة ومهمة في مجال السلام والتسامح والتعايش السلمي، ومجال الوثائق التاريخية والبحث العلمي، فقد نعت البحرين صباح الجمعة معالي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ونائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، فكانت خسارة للبحرين مع بداية العام الجديد 2023 أن تفقد قائمة بحجم الشيخ خالد بن خليفة ذي الأخلاق العالية والنبيلة.
تميز الشيخ خالد بن خليفة بالأريحية التي يملكها، والتي ترى في تعامله مع الكبير والصغير، والقريب والبعيد، كان سهلًا بسيطًا في حديثه مع الناس، وكان محبًا لعمله إلى درجة العشق، فكان يعمل في أكثر من مجال دون كلل ولا ملل، وبحكم قربي منه في مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي فقد شارك بآخر أيامه في اجتماعين يعتبران آخر الاجتماعات، فقد شارك في اجتماع مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وبعده بأيام حضر اجتماعًا آخر ضم أتباع الأديان والمذاهب في البحرين، فقد كان حريصًا على المشاركة في كل الاجتماعات، ويرفض أن يؤجل الأعمال واللقاءات إلى أيام أخرى.
عمل رحمه الله في الكثير من المجالات، داخل وخارج البحرين، وذلك لإمكانياته الهائلة وقدراته العالية، وقد شهدت ذلك بنفسي في الكثير من الدول التي شاركت فيها معه، وكان يحرص على المشاركة ولو كانت على راحته وصحته، فهو يرى أن العمل يعزز مكانة البحرين الدولية، ويرفع اسمها عاليًا.
لقد كان سجل الشيخ خالد بن خليفة في العمل عامرًا بالمسؤوليات الكثيرة التي تحملها، ومنح منها خلالها بالكثير من الجوائز والأوسمة، وجميعها لم توفه حقه، فهو استحق الكثير للأعمال التي قادم بها.
تبنى رحمه الله رؤية وفلسفة جلالة الملك المعظم في مجال التسامح والتعايش السلمي، وعمل لأجل تحقيق النجاحات من خلال استراتيجية واضحة، فكان حاضرًا في الكثير من الفعاليات ليعكس الصورة الحضارية للبحرين، وأن التعايش السلمي قائم على أسس صحيحة وقديمة للمكون البحريني من مسلمين ومسيحيين وهندوس ويهود وبهائية وبوذا وسيك وغيرهم من أتباع الأديان والمذاهب والثقافات، وكان آخر اللقاءات هو استقباله القائمين على مجموعة من دور العبادة، مركز أحمد الفاتح الإسلامي، وكاتدرائية عوالي، ومأتم العجم الكبير، ومعبد الوصايا العشر اليهودي، ومعبد الهندوس، وكنيسة القلب المقدس، والبهائية، وكان ظاهرًا عليه التعب بسبب المرض، ولكنه أصر على الحضور، وشكر الجميع على إسهاماتهم الوطنية.
فالشيخ خالد بن خليفة آل خليفة ترك بصمة كبيرة في مجال السلام والتسامح والتعايش، ومع رحيله خسرت البحرين رجلًا من رجالها الأبرار، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
صحيفة الأيام البحرينية
العدد 12353 الخميس 2 فبراير 2023
https://www.alayam.com/Article/courts-article/420457/%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD--%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html#alst
0 تعليقات