المرجفون قبل الانتخابات ماذا يريدون؟
مع فض انعقاد المجلس النيابي نهاية الفصل التشريعي الخامس وإغلاق القاعة الرئيسية بعد أربع سنوات من السجال السياسي بدأ الحديث مجددًا عن الاستحقاق الانتخابي السادس والذي سيجرى نهاية هذا العام 2022، وسبب الحديث المبكر عن الاستحقاق القادم هي مجموعة من التساؤلات التي تثار في المجلس الأهلية والمنتديات الالكترونية والمقاهي والتجمعات، هل حقق البرلمان جزءًا من طموحات الشارع أم كان سببًا في وقف عجلت التنمية والرخاء والازدهار؟ هل أداء المستقلين أفضل أم قوائم الجمعيات السياسية التي غابت عن الفصل التشريعي الخامس؟ هل المناسب لمقاعد البرلمان أتباع التيار الليبرالي أو الديني أو الحركة النسوية؟ وهل النواب الحاليون قدموا شيئًا ليتم إعادة انتخابهم أم الوجوه الجديدة مناسبة للمرحلة القادمة؟ وغيرها من الأسئلة التي سيتم الإجابة عنها في الأيام القادمة وتحديدًا بعد نهاية موسم عاشوراء، وعودة الحياة للمدارس، وانخفاض درجة حرارة الجو.
من يتابع الحراك السياسي هذه الأيام يرى التدافع الكبير بين المتنافسين، التقليديين الذين دأبوا على الترشح في كل انتخابات والبرلمانيين الحاليين و الشباب الجدد الذين يخوضون الاستحقاق لأول مرة، والملاحظ في هذه المرحلة ارتفاع نسبة المشاركة النسائية والشبابية مما يعكس طموح الفريقين على تصدر المشهد السياسي والمشاركة في صنع القرار، ولكل منهما وجاهة في سبب الترشح، فالمرأة قد حققت 6 مقاعد في البرلمان السابق وتطمح في الحصول على 15 مقعدًا بنسبة 25% من مقاعد البرلمان، كذلك الشباب كانت نسبتهم بالمجلس الماضية جيدة، ويطمعون في رفعها في ظل تدني شعبية الجمعيات السياسية، وهناك سبب آخر لترشح الشباب وهي أن أبرز المشاكل التي يعاني منها الشباب هي الوظيفة والسكن، لذا لديهم حلول جديدة يرون من المناسب تبنيها وتضمينها في برامجهم الانتخابية.
تجارب الاستحقاقات الانتخابية الخمس الماضية (2002-2006-2010-2014-2018) أكسبت الشارع البحريني خبرة واسعة في هذا المجال، حتى أولئك الذين ينوون الترشح لأول مرة هم بلا شك لديهم معرفة وخبرة، فقد شاركوا في التصويت والعمل مع الفرق الانتخابية مرتين على أقل تقدير، لذا اكتسبوا خبرة في وضع برامج العمل، والسيرة الذاتية، وإعداد فرق العمل، ووضع الميزانية المناسبة، ودراسة الدوائر الانتخابية، وكذلك التدرب على الخطابة ومواجهة الجمهور، وغيرها من أدوات النجاح التي يستخدمها المرشح لتحقيق النجاح.
من أبرز شروط الترشح للانتخابات أن يكون بحرينيًا ويعرف القراءة والكتابة، فإذا انطبقت عليه الشروط كان حقًا له الترشح، ويبقى الاختيار للناخب في صندوق الاقتراع، فليس من الضرورة أن يكون جميع المترشحين محامين أو محاسبين، فهذا لا يقول به أحد، ولكن من حق الشخص إذا ما توافرت فيه الشروط أن يتقدم للترشح، والمؤسف أن هناك صنف من البشر يحاول جاهدًا ثني الناس عن الترشح، فيتصل بالمترشحين لثنيهم عن الترشح وذلك لأسباب واهية غير منطقية، كأن يقول البرلمان يحتاج تخصص قانون للتشريعات، أو رجل محاسبة للمراقبة والتدقيق، وهو في الحقيقة يحاول ثني الناس عن التقدم للترشح لغاية في نفس يعقوب!!، طبعًا الأهداف يجهلها الناس، وليس من حقنًا أن ندخل في النوايا، ولكن ليس من العقل والمنطق أن يكون شخصًا واحدًا هو من يحدد الأصلح للناس، فيقرر من يصلح من لا يصلح.
السنوات الماضية من عمر الاستحقاقات الانتخابية كانت كافية لرفع وعي الناس وإدراك الناخبين، وتعلموا الكثير بعد أن ظلوا سنوات طويلة يسيرون في ركب الجمعيات السياسية المؤدلجة، لذا هذه الانتخابات تأخذ طابعًا مختلفًا في تشكيل المجلس النيابي القادم، ولا شك بأن هذا يتطلب جهدًا كبيرًا من الفعاليات المجتمعية لرفع وعي الشارع، وعدم التخلي عن هذه المسؤولية، وهي مسؤولية الطبقة المثقفة بالمجتمع التي يجب أن تنشط هذه الأيام لتحفيز الناس لمعرفة حقوقهم السياسي والمشاركة في صنع القرار!
تبقى المحطة الرئيسية بهذه الفترة المهمة في الحراك المجتمعي استعدادًا للانتخابات، فنرى الكثير من الراغبين في الترشح وهم يتواجدون في المجالس والمنتديات للتعريف بأنفسهم وبالحقوق السياسية للمواطن، وهذه المرحلة تعتبر المرحلة الأخيرة قبل فتح المراكز الانتخابية والتسجيل للترشح!.
ما يجب التذكير به هو الحذر من المرجفين هذه الأيام الذين يسعون لتسقيط بعض المترشحين، واستخدام أسلوب العصا والجزرة معهم، وهذا العمل لن يخدم المجلس القادم الذي يشهد تجربة جديدة من العمل البرلماني.
صحيفة الأيام العدد 12167 الأحد 31 يوليو 2022
https://www.alayam.com/Article/courts-article/419727/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D9%81%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%A8%D9%84--%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%9F.html#alst
0 تعليقات