لازلنا في أول طريق التنقيب عن العلماء الأجلاء في مملكة البحرين،
من
أبرز علماء الخليج في القرن الرابع عشر الهجري، حيث كان له دور بالغ في خدمة الدين
ونشر العلم والثقافة والدعوة إلى الدين القويم والعقيدة الصحيحة في منطقة الخليج
العربي خاصة وما جاورها وعموم بلاد المسلمين، تعليما وإرشادا وتأليفا، فقد ترك
إرثا قيما حوى العديد من المؤلفات النافعة المطبوعة في العقيدة والفقه والسيرة
والأخلاق.
هو
الشيخ العلامة الفقيه الأديب محمد بن عبد العزيز بن عبدالرحيم بن أحمد الصديقي،
الشافعي، الجاركي، ثم النجدي، السلفي.
والصديقي:
نسبة إلى الصِّديق أبي بكر رضي الله عنه. اشتهر بالجاركي نسبة إلى مدينة جارك،
لأنَّه أنشأ بها مدرسة علمية، انتقل إلى البحرين واشترى بيتًا في البسيتين وسكهنا
سنينًا.
مولده
ونشأته ولد في الأحساء عام 1293هـ الموافق 1876م ونشأ في كنف والده الشيخ
عبدالعزيز الصديقي وفي بيئة علمية محافظة. انتقل إلى عدة مدن لتلقي العلوم، فالتقى
بالعلماء واستفاد منهم، ومن شيوخه: والده الشيخ عبدالعزيز الصديقي، والشيخ
عبدالرحمن بن يوسف سلطان العلماء، والشيخ حسن الكوهجي وأبنائه الشيخ محمد والشيخ
أحمد بن حسن الكوهجي، والشيخ القاضي أحمد بن محمد العلي العرفج، والشيخ محمد بن
حسين العرفج، والشيخ القاضي مفتي الديار الإحسائية عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا.
تلامذته
أخذ عن الشيخ محمد عدد كبير من التلاميذ وطلبة العلم في الجزيرة العربية والبلاد
الإسلامية ومن أبرزهم ما يلي: الشيخ الفاضل عبدالله بن إبراهيم الانصاري. الشيخ
القاضي محمد الطيب اليوسف” قاضي الطائف” الشيخ القاضي عبدالله بن صالح الخليفي.
الشيخ عمر بن علي الفاروق الفلاتي، من علماء مكة المكرمة والمدينة المنورة. الشيخ
سيد إبراهيم بن سيد كامل الحسني نسباً، من أهل الكويت. ومن أسرة الصديقي تتلمذ على
يديه: ابنه البكر الشيخ أحمد بن محمد الصديقي، وابن أخته الشيخ محمود بن محمد الصديقي،
والشيخ القاضي يوسف بن أحمد الصديقي، والشيخ الفاضل علي بن محمد الملك الصديقي.
شيوخه
ووظائفه أخذ الشيخ محمد العلوم الشرعية وغيرها على عدد من العلماء والشيوخ، منهم
:والده الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الرحيم الصديقي الشافعي الذي أخذ عنه القرآن
الكريم ومبادئ العلوم الشرعيـة، وفي الأحساء تلقى العلوم عن الشيخ أحمد بن محمد
العلي العرفج (ت 1357هـ )، كما أخذ أيضا عن الشَّيخ القاضي محمَّد بن حسين العرفج
الشَّافعي (ت 1360هـ )، وعبد اللطيف بن عبد الرَّحمن الملَّا الحنفي الأحسائي (ت
1339هـ ). وفي لنجة تلقَّى العلوم الشَّرعيَّة كالتَّفسير والحديث والفقه واللُّغة
عن الشَّيخ العلَّامة عبد الرَّحمن بن يوسف الخالدي الملقَّب بـ سلطان العلماء،
الشَّافعي، وفي مدينة كوهج أخذ العلوم الشَّرعيَّة عن الشَّيخ حسن الكوهجي
الشَّافعي ومحمَّد بن حسن الكوهجي الشَّافعي ( ت 1353هـ )، وأحمد بن حسن الكوهجي
الشَّافعي (ت 1369هـ ) وغيرهم.
ومن
أهم الوظائف التي شغلها الشيخ محمد بن عبدالعزيز الصديقي مايلي: وظيفة التدريس
والدعوة والإرشاد في الرياض وعموم مناطق السعودية. إنشاء المدارس العلمية الشرعية.
إمامة المصلين وإلقاء الخطب والمواعظ في الدمام والبحرين. التعليم والخطابة في
جوامع الكويت. التدريس في دار الحديث بمكة المكرمة. الإفتاء والإرشاد لحجاج بيت
الله الحرام، حيث كان يحج كل عام.
مؤلفات
الشيخ محمد بن عبد العزيز الصديقي العديد من المؤلفات النافعة المطبوعة في العقيدة
والفقة والسيرة والأخلاق والرقائق، وهي كما يلي:
لوائح
السعادة لمن طلب الإفادة - طبعت في الكويت عام 1375 هـ الموافق 1956م.
التحفة
المكية في الحكم المرضية - طبعت في البحرين 1355هـ الموافق 1936م.
منظومة
العقيدة المطهرة - طبعت في مكة المكرمة 1359هـ- الموافق 1940م.4 الدرة اللجية في
النصائح الدينية- طبعت عام 1359هـ الموافق 1940م.
قلادة
المرجان سيرة نبينا محمد سيد ولد عدنان-طبعت في مكة المكرمة 1359هـ الموافق
1940م.
جوهرة
النظام في نواقض الإسلام-طبعت في الكويت 1375هـ الموافق 1956م.
مفتاح
الجنان- طبع عام 1375هـ الموافق 1956م.
الفوائد
الحسان- طبعت في الكويت 1375 هـ الموافق 1956م.
المخمّسة
البهية في العقائد السلفية - طبعت في البحرين 1355هـ الموافق 1936م.
كما
له أيضا العديد من المؤلفات المخطوطة، ومنظومات وقصائد شعرية كثيرة متنوعة في
السيرة والتاريخ والأخلاق الحسنة وفضل العلم والنصح والرقائق ووصف المناطق في
رحلاته وغير ذلك.
توفي بمدينة الرياض في 25 من محرم سنة 1381هـ، الموافق 8 / يوليو / 1961م، عن عمر ناهز 85 سنة، ودفن بمقبرة العود، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وغفر له، وتغمده بفضله وكرمه.
للمزيد أنظر كتاب الشيخ العلامة محمد بن
عبدالعزيز الانصاري مؤلفاته العلمية وجهوده الدعوية، تأليف الدكتورة عبدالمنعم محمد
محمود الصديقي وعدنان محمد إبراهيم الكندري 2015م
0 تعليقات