ورأى جلالته أنه «من المهم أن يتعرف العالم، كما تعرفت البحرين، على
جمال هذه الاختلافات بين البشر وبعضهم البعض، وكيف يمكن أن يعلمنا هذا الاختلاف
دروسا كثيرة، بما في ذلك درس التسامح الديني»، مؤكدا أنه «لا ينبغي النظر إلى
الحرية الدينية باعتبارها مشكلة، بل حلا حقيقيا جدا لعديد من أكبر التحديات التي
تواجه عالمنا، وخصوصا الإرهاب الذي لا يعرف الدين، ويهدد جميع الشعوب المحبة
للسلام».
وواصل جلالته: «نحن نعتقد اعتقادا راسخا أنه لا يمكن القضاء على هذا
الشر إلا من خلال قوة الإيمان والحب الحقيقي، وهذا ما دفعنا إلى كتابة (إعلان
مملكة البحرين) كوثيقة تدعو إلى التعددية التي ترفض بشكل قاطع الالتزام الديني
القسري، وتدين أعمال العنف والإيذاء والتحريض باسم الدين.
وأشار جلالته إلى أن «إعلان مملكة البحرين هو دعوة للقادة والجماهير
ورجال الدين والحكام والرؤساء والمواطنين إلى البذل؛ لضمان أن العقيدة الدينية هي
نعمة للبشرية جمعاء وأساس السلام في العالم»، مجددا التأكيد أن البحرين ترحب
بنموذجها في التعايش والتسامح، حيث «يعيش جنبا إلى جنب المؤمنون بالكاثوليكية
والأرثوذكسية والإنجيلية، ونشعر بالفخر أن مواطنينا الهندوس يمكنهم ممارسة العبادة
في معبد مضى على بنائه نحو 200 عام يتزين بالرسومات الخاصة بهم ويقع بالقرب من
معبد لطائفة السيخ ومساجد المسلمين».
وتابع قائلا: «نحن نحتفي بجمهورنا الصغير - ولكن الثمين - اليهودي،
هذا الجمهور الذي يستطيع بكل حرية أن يرتدي (يارمولك) والعبادة في كنيسهم الخاص»،
مضيفا أن «جاليتنا اليهودية تلعب دورا نشطا جدا على أعلى المستويات في المجتمع،
بما في ذلك سفيرة البحرين لدى واشنطن في عام 2008. وهي أول دبلوماسي يهودي إلى
الولايات المتحدة من دولة عربية.. لقد أردنا أن نحمي التعددية الدينية للأجيال
القادمة، لذلك فقد كرسنا هذه الحماية في القانون الذي يضمن لكل شخص الحق في
العبادة من دون عوائق وكذلك بناء بيوت العبادة».
0 تعليقات