الراوي الشيخ علي بن أحمد الجودر

 


الراوي الشيخ علي بن أحمد بن مبارك بن علي بن حمد بن محمد بن صـالح بن فارس الجودر، ولد في مدينة المحرق سنة 1329هـ (1911م)، وقد درس العلم في المطوع فختم كتاب الله، ثم طلب العلم من أفواه العلماء من أمثال القاضي الشيخ عبد اللطيف بن علي الجودر، والشـيخ علي بن الشـيخ جمعــة الجودر، والشيخ عبد اللطيف بن سعد، والشيخ عيسى بن راشد بن عيسى بن خميس، والشيخ عبدالرحمن بن حسين الجودر رحمهم الله رحمة واسعة.

وقد عمل المؤلف في الغوص وعمره 7 سـنوات بوظيفة تباب(1)، وبعد أن أتم العاشرة من عمره أصبح بوظيفة رضيف(2)، وعندما بلغ الخامسة عشرة أصبح سيباً(3)، ثم أصبح غيصاً ودخل البحر مع بن هادي لمدة سنتين، وبعد أن بلـغ 21 عاماً خرج مع بوخماس إلى البحر. وبعد أن راجت صناعة البترول التحق بشركة بابكو للنفط بوظيفة عامل، ثم أصبح نجاراً، وكان هو المعيل الوحيد لأسرته.

تزوج المؤلف وعمرة 23 سنة من بنت سلطان بن جاسـم الجودر بمساعدة شيخه القـاضي الشـيخ عبد اللطيف بن علي الجودر، ولكن لم يستمر الزواج طويلاً فقد مرضت العروس وتوفيت بعد ستة أشهـــر، ثم تزوج مرة أخرى وعمره 31 سنة من أم أولاده فأنجبت له سبعة أولاد وهم مبارك وراشد وأحمــد الأول والثاني وثلاث بنات، ويعتبر المؤلف أكبر أخوته عبدالله وحمد ويوسف والأخوات. وكان المؤلف مولعاً بقراءة كتب الشعر والأدب والتاريخ.

والمؤلف من شعراء آل جودر والبحرين المعروفين وله عدة قصائد، ويتصف المؤلف بحبه الشديد لقبيلته وغيرته عليهم وهذا ما سنجده في قصائده في الفصل الرابع من هذا الكتاب، وله عدة أعمال منها شجرة قبيلـة آل جودر التي أهـدى منها نسـخة إلى متحف البحرين الوطني سنة 1977م (طبعت الشجرة مرة أخرى سنة 1419هـ)، وكذلك هذا الكتاب الذي بين أيدينا. وله عدة لقاءا ت مع تلفزيون دولة قطر الشقيقة.

ومن الحوادث التي عاشها المؤلف (سنة الرحمة) والتي مات فيها خلق كثير وكذلك (سنة الطبعة) سنة 1925م.

قصائد من الماضي

لقد جمع المؤلف الشيخ علي بن أحمد بن مبارك الجودر في هذا الفصل عدة قصائد كان قد كتبه ، ولكل قصيدة ذكرى عزيزة على قلبه خاصة حينما يكون الموضوع له اتصال بالأهل والعشيرة، ومن هذه القصائد قصيدة كتبها في الشيخ عبد اللطيف بن على الجودر القاضي بمحكمة الشرع بالبحرين وذلك لما حج بدعوة من الملك عبدالعزيز آل سعود على أثر الوعد الذي بينهما في زيارة الملك عبدالعزيز لعظمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين عام 1939م، وقد أجتمع الملك عبدالعزيز مع علماء البحرين وجرت بينهما الأحاديث الودية فألمح الشيخ عبداللطيف إلى الملك عبدالعزيز أنه متوجه في نفس السنة إلى الحج فأسرها الملك في قلبه ، ولما جاء موعد الحج أبرق برقية إلى الشيخ حمد أنه في انتظار الشيخ عبد اللطيف ومن معه لأداء مناسك الحج على نفقة الملك عبدالعزيز، فأرسل الشيخ حمد إلى الشيخ عبداللطيف برقية وأخبره الخبر، وجاءت برقية أخرى إلى الشيخ عبداللطيف من الملك عبدالعزيز لنفس الموضوع.

فتجهز الشيخ عبداللطيف للحج وسار في وفد من أهله وأصدقائه وما أن وصلوا إلى ميناء العجير في المملكة العربية السعـودية حتى اسـتقبل الشـيخ عبداللطيف خير استقبال، فأبرق الشيخ عبداللطيف إلى الشيخ إبراهيم بن علي آل جودر يخبره بذلك وأنتشر الخبر بين الناس فأنشد المؤلف هذه الأبيات في 15ذي القعدة سنة1358هـ (1939م):

سررت بما لاقيت عن سامي القدر

 

فقمت من الأشواق أنشئ من الفكر

يشوقني من طاف بالبيت محرما

 

وقام يصلي في المقام وفي الحجر

ففي الكعبة الغراء من خاف آمنا

 

سلام من الأخطار في كل ما يجر

هنيئا لمن طافوا وساروا إلى منى

 

وطوبا لمن زاروا المشفع في الحشر

وساقوا ركاب الشوق للقصد والمنى

 

وحازوا من الإقبال ما تم بالبشر

 

أقاموا وقوف الحج لله خشعا

 

وضجوا له لبيك في الطوع والأمر

 

فحطت خطاياهم وللرجم بادروا

 

وبعد جمار الرجم هموا إلى النحر

 

سلامي على الحجاج يهدى مكررا

 

شذاه من الريحان يعبق بالعطر

 

وأهدي إلى الحجاج أزكى تحية

 

ولا سيما المشهور عالمنا الحبر

 

عبد اللطيف الذي حاز العلى شرفا

 

من كان في المنتمي من جودر الطهر الطهر

 

أسيدي أنني في حبكم ولها

 

عما جرى لي به أنشدتكم شعر

 

قدمتم وطاب السعي في أرض مكة

 

ونلتم مع الغفران حظا من الأجر

 

وصلتم مقام العز بيتا مشرفا

 

لقد خصه الرحمن بالفضل والفخر

 

وفزتم بخير الخلق بدرا مكملا

 

رسول عن الطغيان قد جاء بالنذر

 

فسامح على التقصير أن كنت مخطئا

 

فأني قليل النحو أن كنت لم تدر

 

وسلم على الأخوان والأهل جملة

 

وأسأل لي الغفران في السر والجهر

 

صلاة من الرحمن تغشى محمدا

 

وآله الأبرار والصحب هم ذخر

وهذه القصيدة قالها في المغفور له الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وهي تهنئة له بمناسبة جلوسه على عرش الملك:

بسم الإله عظيم الشأن سبحانا
الله أكـــبر ما في الأرض عيني رأت
نعم المليك ونعم الأرض من وطئـــت

حاز المفاخر في ملك وفي نســــب
نعم الأمام به البحرين قد رفعــــت
وأبنه الشهم سلمان وأخوتــــــه
فيا خضما تعالى الله مكنـــه
آل خليفة كم جادوا وكم عطفوا
يا معدن الملك من بالملك أمنحه
نفسي تحدثني بالمدح ما ظفرت
حمدا إلى الله إذ أولاك يا حمدا
فيا مليك لقد فزنا برؤيتـــه
فلا عدمنا وجودا منك يا أملـي
يد العناية محروسا بها أبــدا
أسيدي أنني من آل جودر فتى
أتيت للعيد تقبيلا وتهنئـــة
هنئت بالعيد أعواما مكــررة
ثم الصلاة مع التسليم دائمــة
محمد من أتى للخلق مرحمـة

 

الواحد الحق رب الخلق مولانا
مثل ليث على الحكام سلطانــــــا
رجلاه فيها فنال الفخر عربانـــــا
ركن المعالي من عتبه قد كانـــــا
فأخضر يابسها والزهر قد بانـــــا
ليوث عز لنا ظفرا وشجعانــــــا
فأستأثر الملك عن آباء فرسانا
وكم بنوا للعلا والمجد أركانـا
رب البرايا الذي أعلى له شانا
والشوق يدفعني والقلب ولهانا
ما عز عائلة شعبا وأعيانــا
ويا عظيم من الرحمن يرعانا
ولا رأينا بك المكروه أفجانـا
عن كيد مجترئ أو شر خوانا
من يرتجي عزكم دهرا وأحيانا
بعيد الجلوس الذي للملك برهانا
طول الدهور مدى الأزمان أزمانا
على النبي الذي بالحق قد جانا
وآله الكرماء والصحب جمعانا

وهذه القصيدة فقد قالها في حادثة وقعت سنة 1940م وذلك عندما رغب رجل مجهول أن يتزوج امرأة جودرية واستمرت هذه الحادثة سنة كاملة، فقالها حسرة على الأسود الذين مضوا وتأسفا على ما جرى من بعدهم، وقد قال هذه القصيدة وهو أبن خمسة وعشرون سنة:

قلبي على جمر القضا يشتعل نـار
الغير مسرورٍ وأنا كنت محتـــار
عزَي لمثلي من تمعني بالأشعــار
في ذا الزمان الحر على الضيم صبار
وين يشتكي ويلوذ في مطلب الثـار
روس القبايل تنوخذ غصبٍ إجبــار
أتقود أسمنا يالنَذل بين الأصهـــار
واللَى سعوا لك يا الرَدي مثلك أشرار
نكاَرة المعروف خدَاعة الجـــــار
ولَوا عريبٍ منقع الخبث أقـــــذار
دعاهم الله عبرةٍ بين الأمصــــار
ياذا الزَمان إلي تظاهــــر بالإنكار
عزَيت مذلولٍ وذلَيت نصَــــــار
نسل لكرام أهل السمو وأهل الثــار
بدور حي في سما المجد نضَــــار
أبهم قلالي زاهية بين الأمصــــار
واليوم آزت خربةٍ بين الأديــــار
هذا الجــدار معدن الجود لحــرار
هم آل جــودر إللَي تحلوا عن العار
من الجبــور انتموا وخثعم بن أنمار
ليمن طريت الوقت إلى مضى وسـار
على عزيزٍ من أهل الجود مـــدرار
بوجاسم المشهور في كل الأقطـــار
شخص المكارم بو حمد حامي الـدار
ما كأنه إلا غيث مزنٍ بالأمــــطار
وآعزَتاه للروح يوم أن جرى وصـار
وأم الرخم وأرخيم هلثٍ لطــــار
والا بوجاسم طيب الجدَ عمَــــار
بوخليفة ســـرنا منك لخبـــار
خذها عزيزة من قميجات لبحار
تنعش قلوبٍ واعية ما بها غبار
أنا الجودري من أهل الجيل لثار
ختمي صلاتي عد ما غنت لطيار
على أحمد المبعوث من خير مختار
والآل والأصحاب ما هلت أمطار

 

ومن الغبن جاسيت كل الشدايد
من ذا الزمان اللَي غدا بالمكايد
ولا تهنأ بنوم طيب الوسايـد
أما صبر ولا لقي الذَل زايــد
لعاد حكم الله على الناس كايد
بأحكام ظلمٍ ما لها الحق رايد
مجهول حالٍ ضَيعتك الولايـد
أرذال قوم من أهل الجور وايد
ما لا زموا لعهود وثقى العقايد
قفقاف نفوٍ من لها إبليس قايد
تضرب بها الأمثال بين البلايد
ضدٍَ على الأجواد وأهل النجايـد
وآذيت عربان من أهل الشهايـد
أعني الأسود اللَي علت في البدايد
أشراف قوم من له الكف جايــد
وبحيَهم أضحى لها العز شايــد
من عقبهم صارت جسيمة سهايد
نسل إقحطان إللَي على العرب سايد
بأطوار حسنٍ من عزيز السنايــد
سلالة الأمجاد صم صمايـــــد
تلقى أبوسط القلب تشتعل وقايــد
مغرى ضيوفه بالعطى والمدايـــد
كهف اللجى للضيم ضدَ الضَدايــد
ورسوم فعله طيَبات المدايــــد
والاَ أمير القوم من نسل زايـــد
حصن المكارم للكدايش ورايـــد
يشبه غراب البين ملفى الفقايــد
راعي الحميَة ما رضى بالنَقايــد
بعلوم طيب خلفتها الاسايــــد
في زي شعرٍ نظَمتها القصايد
والاَ النَذل تركه ولا به توايد
طشَار عيَه يطرحن البعايد
فوق لغصان ورنمتها الغرايد
بآيات ربه بالهدى والرشايد
أو سطرت لخبار وسط الجرايد

وهذه قصيدة كتبها للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بمناسبة جلوسه الميمون واليوم الوطني:

سـيد البحـــرين والعربــان
أتتك من الجبور أبيات شـــعر
تخصك ياذا المجد والفضل والعلى
مهنئة بالعيدين يا ســـيد الورى
تعـود لك الأعياد وأنت بصـحة
وليـت حكـم البـــلاد وقدتها
وبك الشـعب الأبي نال معـزتا
وفي عهدك البحرين نال استقلاله
بلادنـــا الغــراء أوال درة
بلادنا البحرين عروس وجنـة
فيـها النخيل النـائيات بحملها
فحيته يا عيسى وعشت لنا أبا
ودامت لك الأيام خضرا ربيعة
وعاش عضد يمناك الشقيق خليفة
وعاش ولي العهد الليث ذا حمدا
وعشتم جميعا يا آل خليفة
ويبقى العز والنصر حليفكم
وبشعبكم الأبي الكريم الذي
متعاونين مع الحكومة دائما
هذا وصلى الله على خير مرسل
والآل والأصحاب ما قال منشد

 

وأميرنا السـامي على الأقـران
يقـدمها الجـودري الولهــان
وآل كـرام سادات فرسان
عيد الجلوس وعيد الوطني الثاني
وعــز ونصـر من الــدَيان
إلى العلى والمجد في كل ميدان
شعبك الذي لك في الأمور معوالي
ورفـرفت الأعـلام فـوق المباني
فاقـت في الخليـج على البـلدان
ذات أشـجار وأثمـار وأعيــان
يانعـة الاثمـار للقـطاف الجـاني
حمـيا عن صـروف الـــزمان
مكـلـلة بالمجـد يا أبن سـلمان
منضـم الأمـور بجـد وإتقـان
قائـد قوات الدفـاع ضد العدوان
ويبقى الحكم في أيدكم طول الزمان
بجـنودكم الأبـطال الشـجـعان
يـبذل جهده في حمى الأوطـان
بصـدق عـزم ثـابت وإيـمان
محمد المبـعوث للأنـس والجان
ســيد البـحرين والعـربـان

ومن القصائد التي نظمها هذه القصيدة وهي رد على بعض اللئام الذين يخوضون في القبائل العربية فيرفعون وضيعا ويضعون رفيعا بدون معرفة في الأنساب:

يا فاجرا قد أتى من خبث أشرار
كف المقال فما زان له شرف
ولا رزيل له في العز سـابقة
وكل شـخص له حد ومرتبة
ياذا الدنيء الذي مارد شيمته
نحن الكرام الذي أن كنت تجهلهم
أهل العلى والولا ما رابعوا جيفا
هذا الجدار الذي في الأصل من خثعم
من الجبور ينتمون ويعرب
سلالة العرب العرباء في نسب
من صلب أسد إلى العلياء قد رفعوا
قد كان أسود الفلا في البر سارحة
ملاذ أهل الورى في كل حادثة
أهل الوفاء وأهل الفضل شميتهم
يا نذل قوم أتى من طين مزبلة
أنت الرزيل الذي في الذَل معتمر
إن لم تجيء عاجلا بالذل معترفا
أنا الذي من أتى لاعنك محتشما
أنا علي الذي من آل جودر ما
نظمتها درة في زي جوهرة
ثم الصلاة التي خص النبي بها
تعم عترته والصحب أجمعهم

 

ولا رآى حرمة للشهم تذكار
ولا دنى له في الجـود آثار
ولا لئـيم له في القدر مقدار
فلا تزول ولا عنها فينـهار
فعل الكرام ولا راعى أهل الثار
فالعرب تعرفنا في كل الأمصار
نجوم أهل الهدى للدين أنصار
نسل القحاطين آباء وأصهار
فآل جـودر أزديين أحـرار
من نسل هود نبي الله قد صاروا
وقد ولوا في العلى مجدا وأنصار
ودا أسود العلى في الحي سمّاروا
كهف اللجاء إذا ما ضاع أشواز
تأبى الدنو وتأبى الذل والعار
ورام حظ الذي في الجو أزهار
يدوسك الفضلاء وكل مرٌار
وإلا أتاك الأذى من كل أمرار
ولست كـفوا له يا نسل أقذار
ذلـت عـزيزته إلا لأحـرار
كأنـها درة من لـج أبحــار
محمد المصطفى من ضاء أنوار
ما ناح طير الفلا أو قيل أشعار



(1) التباب لا يستلم راتب بل له ما يأكله واكتساب الخبرة.

(2) الرضيف يستلم نصف أجرة السيب.

(3) السيب يستلم نصف أجر الغيص.

#كتاب_الدرة_الجوهرية

#فريج_الجودر

#مجلس_الجودر

#الشاعر_محمد_بن_سلطان_الجودر

#فرجان_المحرق

إرسال تعليق

0 تعليقات