نموذج البحرين في التسامح
والتعايش
بقلم: صلاح الجودر
محاربة ومواجهة الأفكار الضالة
والمتطرفة والعنفية لا تكون إلا بنشر العلم والحوار والتعاون المجتمعي، فأعداء الإنسانية
باختلاف لبوسهم يستهدفون الأمن والاستقرار والسلام، ويحاولون صبغها بصبغة دينية
وكأنها أوامر إلهية، لذا لابد من العمل المشترك لمواجهة الموجات العنفية المتتالية
والتي ترى في الكثير من المواقع، وحصيلتها الملايين من الضحايا والمهجرين
والمشردين والجوعى، وقد جاءت كلمة معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل
خليفة الأخيرة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، والدعوة إلى نشر العلم لمواجهة الجهل،
والتعاون الدولي لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف والتشدد.
ففي كلمة معالي وزير الداخلية
بمناسبة الاحتفال بمنظمة دير الأمريكية بذكرى عيدها الأربعين أكد على أهمية نشر
رسائل التسامح والتعايش السلمي، وهي المنهجية التي تقوم عليها وزارة الداخلية منذ
تولي الشيخ راشد حقيبة الوزارة، وقد نجحت المبادرات الإنسانية التي أطلقتها وزارة
الداخلية خلال الأعوام القليلة الماضية، وكان لشرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية
النصيب الأوفر من خلال التعامل المباشر مع المجتمع المحلي لتعزيز الشراكة لمواجهة التعصب والتطرف.
في
مقر معهد الولايات المتحدة للسلام تم تكريم معالي وزير الداخلية للجهود الحثيثة
التي يقوم بها لتعزيز الأمن والاستقرار من خلال البرامج والمناهج التي تقوم بها
الوزارة بالشراكة مع جامعة شمال
كارولينا في جرينسبورو، وذلك
بعد أن تم اعتماد وزارة الداخلية كمركز تدريبي دولي ثم متابعة تدريب منسوبي برنامج
(معاً) لمكافحة العنف والإدمان، وهي
انجاز كبير ومثال يحتذى به، يقف خلف وزير الداخلية معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل
خليفة.
وقد
جاءت كلمة معالي وزير الداخلية بالمعهد لتسليط الضوء على المخاطر التي تواجه دول
العالم، والتي هي اليوم في عنق الزجاجة، لذا الحاجة إلى من يقود العالم (نحو السلام والأمن والاستقرار)، وقد أعلن معاليه
عن بداية منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف العنيف القائم على الأفكار المؤدلجة،
ولا يكون ذلك إلا بمواجهة الآراء المتطرفة التي تهدف على نشر العنف والتحريض
والدعوة للكراهية.
لقد أكد معالي وزير الداخلية على أهمية مواجهة
الأفكار الأحادية التي ترفض الاخر، فهناك من يحاول أن يفرض معتقداته على المجتمع
بأسره أو يحاول أن يقضي على المخالفين لرأيه، وبلا شك أن نتائج ذلك وخيمة على
السلم الأهلي، وتؤثر على الاستقرار الاقتصادي والنسيج الاجتماعي، وتعرقل مسيرة
التنمية والابتكار.
وقد أكد معالي وزير الداخلية على أن منهج وزارة
الداخلية يسير وفق الرؤية الملكية السامية، ومنها ما جاء في إعلان مملكة البحرين
(الجهل عدو السلام)، لذا فإن وزارة الداخلية تسعى لتعزيز العلم والمعرفة، وتدعو
للعمل المشترك بروح المحبة والاحترام المتبادل، ويعتبر منهج التعايش السلمي
ومكافحة التطرف برامج تقوم على تنفيذها وزارة الداخلية وتتماشى مع الرؤية الملكية
السامية، فيتم تعزيز السلام والتسامح والتعايش السلمي من خلال تعليم الشباب
والناشئة على مواجهة التحديات ومقاومة التطرف العنيف.
بين معالي الشيخ راشد مستوى التعاون بين وزارة
الداخلية وجامعة شمال كارولينا في جرينسبورو لتقييم شامل للبرنامج وتحسين مخرجاته،
وقد أصبح بالبحرين مجموعة من القيادات الشابة القادرة على مواجهة التطرف العنيف،
لذا من الأهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التطرف العابر للحدود (فمن المستحيل
على أي دولة، مهما كانت قوتها، مواجهة تلك التهديدات بمفردها).
لقد قدم معالي وزير الداخلية صورة واضحة لمواجهة
التطرف العنيف والأفكار الأحادية، وسبل التعاون لمواجهتها والتصدي لها، خاصة وأن
الأفكار المتطرفة تستهدف فئة الشباب والناشئة، ولا يكون ذلك إلا بالتعاون الدولي
الذي يرى اليوم في التعاون الكبير بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
صحيفة الأيام البحرينية
0 تعليقات