منتدى المراجعات ونادي الإبداع الجسر الثقافي
بين السعودية البحرين
بقلم الكاتب صلاح الجودر
المتأمل في العلاقات البحرينية السعودية يجدها ضاربة في جذور التاريخ، وما يشاهد اليوم من تواصل بين الشعبين هو نتائج تلك العلاقة القائمة على الحب والاحترام والأخوة، وهي علاقة تعجز الكلمات عن وصفها بكل أبعادها، وأساسها قائم على العلاقات القوية بين القيادتين الحكيمتين، وتتجلى صورها في الزيارات واللقاءات والتنسيق المشترك، فعلاقة الأسرتين المالكتين بالبحرين والسعودية (آل خليفة وآل سعود) كما سردتها كتب التاريخ تعود لأكثر من ثلاثمائة عام، وهي ارتباط تاريخي لا يعرف مكنونها سوى أهل التاريخ، ولمن شاء فليقرأ سيرة الملك عبدالعزيز بن سعود ووالده الإمام عبدالرحمن بن فيصل وزياراتهم المتكررة للبحرين حتى لم يبقَ شبر بالبحرين إلا ويتكلم عنهما!.
وأبرز محركات العلاقة بين البحرين والسعودية هي
الثقافة، فالشبه بين المورثيين في البلدين كبير، وما نشاهده في الاحتفالات
والمناسبات الوطنية يعكس الصورة الحقيقية للشعبين، وهي ذاتها التي بدأها المؤسسون
الأوائل، فالمشتركات كثيرة ومنها القرب الجغرافي، ووحدة الدين واللغة والتاريخ
والمصير المشترك، وهو الأمر الذي ساعد على قيام مجلس التعاون الخليجي في العام
1981.
ومن أجل تعزيز العلاقة بين البلدين قامت المراكز
الثقافية والفكرية والشعرية بالبلدين بعمل الكثير من المنتديات والمحاضرات
والفعاليات، وتبادل الزيارات بين النخب المثقفة لتعزيز العلاقات، وبناء الجسور
المودة، وفتح قنوات التواصل، ومن ذلك زيارة وفد أهلي من المنطقة الغربية (جدة
ومكة) بالمملكة العربية السعودية لنظرائهم من البحرين.
لقد تشرفت البحرين في شهر فبراير مع
ذكرى ميثاق العمل الوطني بزيارة وفد من نادي الإبداع العربي بقيادة الدكتور محمد
بن عيد السريحي، صاحب الفكرة والمشروع حين ألتقينا به في مدينة كيرلا الهندية ضمن
الملتقى الدولي العربي الهندي، فتم الاتفاق على تنظيم زيارة ثقافية - غير رسمية -
للبحرين بالتنسيق مع منتدى مراجعات السبت بالبحرين، بعيدًا عن البرتوكولات
والزيارات الرسمية، فهي زيارة أخوية لمنظمات المجتمع المدني للتعرف على الجانب
الآخر من شبه الجزيرة العربية، جدة ومكة والمدينة والطائف، وهم في الغالب القريبين
البعيدين، لذا كان من أهداف الزيارة هو التعرف على المجتمع السعودي وثقافته على
ضفاف البحر الأحمر.
لقد كان وفدًا متنوعًا ثقافيًا وفكريًا وفنيًا،
الدكتور محمد السريحي، الإعلامية والكاتبة بصحيفة المدينة نبيلة محجوب، الشاعرة
الدكتورة إيمان أشقر (طبيبة قلب)، الدكتورة حياة بنت مناور الرشيدي (بروفيسور في
التاريخ)، الشاعرة إلهام بكر، الإعلامي ضيف الله الحربي، مصور الملوك ومصور
الحرمين الشريفين خالد خضر، الإعلامي محمد الرايقي، الفنان منصور المطيري، الفنانة
مها الكافي، والطالبة مروج الرشيدي، جميعهم جاءوا في زيارة غير عادية، فالبعض منهم
كان قد درس بالبحرين، وآخرين قد دشنوا كتبهم وأشعارهم بمؤسسة الأيام للصحافة،
وآخرين كانت لهم زيارات متكررة، ولكنهم جميعهم أكدوا على أن زيارتهم هذه تختلف
لأنها استهدفت القطاعات الثقافية بالبحرين.
لقد استقر الوفد في فندق الدومين
بالعاصمة (المنامة) حيث أقام معرضه الفني للأستاذ خالد خضر، والفنان منصور المطيري
والاستاذة مها الكافي، ومن هناك انطلقوا للمراكز الثقافية بالبحرين، فقد قاموا
بزيارة صحيفة الأيام للصحافة وتشرفوا بلقاء رئيس التحرير الأستاذ عيسى الشايجي،
ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ومقابلة معالي الوزير رئيس المركز الدكتور
الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، ومرسم الفنان عباس الموسوي، ومركز الشيخ إبراهيم
بن محمد آل خليفة للثقافة، وأقاموا الكثير من المحاضرات والأمسيات الشعرية في مجلس
الدكتورة سهى الغوزي، مجلس آل جودر، مجلس الدوي، ومجلس بوزبون، وقاموا بجولات في
المناطق التاريخية والأثرية بالبحرين ومنها سوق المنامة ومطعم حاجي وشارع التعايش
ابتداءً من باب البحرين، وزيارة مسار اللؤلؤ بالمحرق ومحلات شويطر للحلويات ومقهى
السدرة، وفي زيارتهم للمراكز الثقافية قدموا الهدايا والجوائز والدروع.
الزيارة التي قام بها الوفد السعودي من خلال
نادي الإبداع العربي بجدة بالتنسيق مع منتدى مراجعات السبت الثقافي بالبحرين (تحت
التأسيس) مثل ما هي أدخلت البهجة والسرور على أنفسهم، هي كذلك لأهل البحرين بهجة
وسرورا، والذين تربطهم بالسعودية أواصل الأخوة والمودة، بلا شك لن تكون آخر الزيارات
لهم، بل هي بداية لمرحلة جديدة مع أشقاءنا في الخليج وفي مقدمتهم الشعب السعودي،
فيا هلا ومرحبًا بهم.
صحيفة الأيام البحرينية
الخميس 06 مارس 2025
منتدى مراجعات السبت الثقافي
0 تعليقات