البحرين وطن أمن وطمأنينة


شكراً معالي الوزير.. البحرين وطن أمن وطمأنينة

الكاتب صلاح الجودر

في الأوقات الصعبة تظهر معادن الرجال حين يتحملون مسؤولياتهم الوطنية بكل شجاعة وإقدام، ليس ذلك من أجل أنفسهم، ولكن من أجل أوطانهم ومجتمعاتهم، وفي هذا الوطن أثبتت الأيام أن الجميع دون استثناء يتحمل جزءًا من مسؤولياته الوطنية حين يحافظ على أغلى ما يملك، وهو الأمن والاستقرار، فالكثير من دول المنطقة اليوم قد دخلت في دوامة العنف والتخريب والتدمير، ويا ليتهم يعودون إلى سابق عهدهم، ولكن كما قالت العرب قديمًا (سبق السيف العذل)!.

من هنا لابد من التفكر والتأمل في مآل المجتمعات التي فرطت في أمنها واستقرارها ثم عادت تبكي على اللبن المسكوب!، وفي هذا الوطن رجال مخلصون ناصحون محبون للناس أجمعين، لا يتحدثون إلا بصدق وأمانة، حبًا للوطن وخوفًا على أبنائه حتى وإن كانت النصيحة مؤلمة في بعض جوانبها، فالمجتمع البحريني متنوع ومتعدد لذا يجب أن يسود النظام ويحترم القانون من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والاستقرار كما نعم به الآباء والأجداد.

لقد جاء لقاء معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة للفعاليات المجتمعية في إطار استراتيجية الشراكة المجتمعية التي تنتهجها وزارة الداخلية منذ تولي معاليه الحقيبة الأمنية، وهي استراتيجية حققت الكثير من المكاسب لأبناء هذا الوطن، وقد أشاد بها الكثير ممن استفادوا من المبادرات التي قدمتها الوزارة، فالتعاون بين وزارة الداخلية والفعاليات المجتمعية في إطار التشاور واللقاء المباشر هو أساس الأمن والاستقرار بالمجتمع.

وقد أكد معالي وزير الداخلية في بداية حديثه على أهمية نعم المولى تبارك وتعالى والتي ينعم بها أبناء الوطن، وهي نعم تفتقدها الكثير من دول المنطقة بعد أن هبت عليها رياح التغيير والمعروفة زورًا بالربيع العربي، فالبحرين قد تعرضت في تاريخها الطويل إلى الكثير من الحوادث المؤلمة، ولو كان وطن غيرها لسقطت في مستنقع الصراع والصدام، ولكن بفضل وعي قادتها وأبنائها الأوفياء استطاعت من تتجاوز تلك المنعطفات الصعبة، لذا فإن تلك النعم هي جزء لا يتجزأ من الواقع الوطني، وذلك بفضل حكمة جلالة الملك المعظم ومتابعة سمو ولي العهد رئيس الوزراء كما بين معالي وزير الداخلية.

ويمكن رؤية آثار النعم في هذا الوطن من خلال صور الأمن والاستقرار في المنامة (العاصمة) والمحرق وسائر مناطق البحرين، فهناك صور الكرم المتأصل، واحترام القريب والبعيد، المواطن والوافد والزائر والسائح، وروح التسامح والأصالة والمحبة بين أتباع الأديان والمذاهب والثقافات وغيرها كثير قد أشار إليها معالي وزير الداخلية حتى أصبحت البحرين وطن التعايش السلمي، لذا أشاد معالي الوزير بالروح الوطنية الصادقة لأبناء هذا الوطن، والمتمثلة في العمل من أجل الوطن لا شيء غيره، احترامًا للدولة وسيادة القانون، وما بعض الأعمال الشاذة عن العادات والتقاليد البحرينية فإنها لا تمت للنسيج الاجتماعي بصلة، لذا يرفضها ويشجبها ويستنكرها كل مواطن وغيور على وطنه، فهذا الوطن له ثوابت وطنية متمسك بها الجميع، وما بعض المظاهر المخالفة للقانون فقد بين معالي الوزير بأنها بسبب الاستماع لبعض الجهات بالخارج، والاستجابة لبعض القوى المتطرفة، تحريضًا وتأجيجًا ودعوة للخروج على النظام العام!

وهنا يجب أن يقف الشباب والناشئة، بل يقف معهم أهلوهم وأولياء أمورهم، فما يحدث في بعض الدول من أحداث بلا شك هو أمر محزن ومؤلم، ولكن يجب أن يتحلى الجميع بالصبر حتى تنقشع الغمة، ويرى ما وراء الأكمة!، يجب أن يعي الفرد بأن ولاءه الوطني يعني ولاءً للأرض التي ولد فيها، ويعيش عليها، ويتمنى أن يعيش فيها أبناؤه وذريتهم، فلا يخرج على القانون استجابة لتحريض من الخارج، بهذا النداء الأبوي خاطب معالي وزير الداخلية الحضور، وخاطب من خلفهم في مجالسهم ومنتدياتهم، بأن يتحملوا المسؤولية ويقوموا بوأد الفتنة وإطفاء شرر النار بمفهوم الاحتواء المجتمعي، فرب كلمة أنقذت نفسًا، ورب كلمة أحرقت وطنًا.

ما نتمناه ويتمناه الجميع أن يعيش هذا المجتمع في أمن واستقرار، بعيدًا عن الحروب والصراعات، إذ يمكن للفرد أن لا يأكل أو يشرب، ولكنه لا يستطيع أن يعيش دون وطن!.

صحيفة الأيام البحرينية

 العدد 12969 الخميس 10 أكتوبر 2024 

إرسال تعليق

0 تعليقات