لم يتسنَ لنا هذا العام التشرف برؤية جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة والسلام عليه مع أهالي محافظة المحرق في قصر الصخير كما جرت العادة حين تقوم الفعاليات المجتمعية في مختلف المحافظات بزيارة جلالته والسلام عليه والتهنئة بمناسبة شهر رمضان الكريم، ولكن نفرح حين نرى الناس في قصر الحكم بـ«الصخير» للتواصل المستمر بين جلالته وأبنائه المواطنين في المحافظات الأربع، العاصمة والمحرق والشمالية والجنوبية، التواصل الذي يعتبر من العادات الأصيلة المتوارثة بين الحكم والناس عمومًا، والتي هي بالتالي تفتح التواصل بين الناس أنفسهم في المجالس والدواوين مما يؤكد على التعايش السلمي الذي تتميز به البحرين منذ القدم..
فمجالس الشيوخ بالبحرين مفتوحة للناس أجمعين، تحمل في ثناياها الحب والألفة والمحبة، وتؤكد على اللحمة الوطنية التي تعتبر الضمان الأول لأمن واستقرار هذا الوطن في وجه المخططات الخارجية والجماعات الإرهابية، ويستمد ذلك كله من جلالة الملك المفدى - حفظه الله ورعاه -، والذي تأتي كلماته السامية إجابات سريعة لكل التساؤلات التي تدور في ذهن الحضور، وهذا الأمر ليس أمرًا طارئًا ولكنها من الصفات التي يتمتع بها جلالته والتي أكتسبها من اضطلاعه على سير المؤسسين الأوائل والحكام السابقين رحمهم الله جميعا وتضحياتهم.
لقد تابعت كل خطابات جلالته التي ألقاها لأهالي المحافظات في شهر رمضان المبارك والتي تعبر عما يحمله من حب لهذا الوطن، فهي مليئة بالتفاؤل والحياة والأمل والمستقبل السعيد، ومن كلماته المطمئنة حين قال: (نود أن نطمئن الجميع بأن مسيرة بلادنا ماضية نحو المستقبل بكل تفاؤل وحماس وفخر)، وهذا الشعور لا يأتي من فراغ، فقد شهد جلالته العمل الحثيث والدؤوب التي تقوم به الحكومة الرشيدة برئاسة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال المرحلة الماضية، والتحديات التي واجهتها الحكومة بسبب الأزمة المالية ومعالجتها بالتعاون مع الدول الخليجية (السعودية والإمارات والكويت)، وكذلك جائحة كورونا التي تعاملت معها الحكومة بكل رشد وهدوء رغم قساوة الجائحة وسرعة انتشارها حتى مرحلة التعافي الاقتصادي والصحي في ذات الوقت.
إن من الأمور التي يؤكد عليها جلالته في لقاءاته بأهالي المحافظات هي قضية الأمن والاستقرار، القضية الأولى والرئيسة التي تهم المواطن، والتي تسبق مسألة المأكل والمشرب والمسكن، فلولا الأمن لما لذ طعام ولا شراب ولما هنأ بمعيشة ومسكن، لذا جاء تأكيد جلالته على أن البحرين بكل أجهزتها تعمل لتعزيز الأمن والاستقرار، بل أن البحرين تقوم بجهود حثيثة لاستقرار المنطقة، وإبعادها عن المخاطر التي تعكر صفو الأمن فيها، وهذا ما أكد عليه جلالته حين قال إن مملكة البحرين (التزمت بالمعاهدات والاتفاقات والعلاقات التاريخية التي جمعتها، ولازالت، مع الأشقاء والحلفاء والأصدقاء في العالم على مر العقود. وهي علاقات تأسست على إقامة السلم في الخليج العربي، وفي بناء الشراكات الاقتصادية والتجارية مع المنطقة وجميع الدول)، فمن يتابع الدبلوماسية البحرينية يرى بأنها لا تتدخل في شئون الدول الغير، ولا تسمح لأحد بالتدخل في شئونها الداخلية، وعلاقاتها مع دول الجوار قائمة على الاحترام المتبادل.
إن الفخر والاعتزاز في هذا الوطن مرتبط بفخرنا واعتزازنا بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأن ولاءئنا وانتماءنا لهذه الأرض مرتبط بجلالته، فمواقفه التاريخية في القضايا العربية تجعل كل بحريني يفخر بها، وما لقاءات جلالته بأبناء شعبه إلا صورة من صور التواصل بين القيادة والشعب، وهي تعبير صادق عن التواصل المجتمعي، حفظ الله البحرين وقائد مسيرتها وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وعيدكم مبارك.
بقلم: صلاح الجودر
صحيفة الأيام البحرينية
العدد 12080 الخميس 5 مايو 2022
0 تعليقات