التسامح بالمجتمع البحريني

 

مع الشيخ عبدالمجيد العصفور عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي

التسامح هو الطريق الذي يقود البشرية إلى معالجة كل إشكالياته، وهو الخيط الرفيع بين الخير والشر، والمحبة والعداء، والبناء والتنمية والهدم والتخريب، والتسامح لا يعني التنازل عن معتقد أو مذهب أو فكر، أو الانصهار في مدرسة دينية جديدة، وإنما يعني قبول الأخر المختلف والتعامل معه على أسس من التقدير والاحترام المتبادل، ولا يمكن تحقيق وحدة المجتمع دون تعزيز ثقافة التسامح.

لسنا هنا بقصد التفاضل والتمايز فجميعنا من آدم، وليس بهدف الأحقية فجميعنا مواطنون، ليس هناك أكثرية أو أقلية بل مواطنة متساوية، وليس هناك أقدمية وأسبقية بل من يقدم لمجتمعه ما يعزز مكانته.

الخصوصية البحرينية تتمثل في قيمة التسامح

المجتمع البحرين ذو عقيدة قوية، واخلاق عالية، وتاريخ مشرف في العلاقات الدولية (أمثلة: تاريخ البحرين، قبول المجتمع البحريني للمشاريع الجديدة مثل التعليم والمجالس البلدية وتنظيم القضاء ومشاركة المرأة، وفصل السلطات، ووضع القوانين).

البعد التاريخي للتسامح والتعايش في البحرين

الإنسان خلق في أحسن تقويم، فهو أرقى وأرفع وأكرم عند الله تعالى مهما كان جنسه أو عرقه أو لونه، فقد قال تعالى: (لقدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4]، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين الناس وذلك بقوله (لا فرق لعربي على أعجمي) والمعيار هي التقوى، والتقوى في القلبـ لذلك قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [موطأ الإمام مالك].

مؤشرات التسامح بالمجتمع

والاخلاق هي الصدق والامانة وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وحسن الجوار وإكرام الضيف والرفق والإيثار والعفو والصفح والتجاوز عن الأخطاء ويجمع ذلك كله التسامح، والتسامح يدفع الى الاستقرار والتعاون والتعايش السلمي، لذا تقاس المجتمعات بمستوى اخلاق ابنائها وليس بدرجة تدينهم والتزامهم، وان كان الدين الصحيح يلزم افراده بالأخلاق.

إرسال تعليق

0 تعليقات