الأخوة الإنسانية أوراق عمل ومشاريع إنسانية



الأخوة الإنسانية أوراق عمل ومشاريع إنسانية

الكاتب صلاح الجودر

بمشاركة مسؤولين حكوميين، سفراء ودبلوماسيين، قادة دينيين، أكادميين، وممثلين عن المجتمع المدني تم إقامة المؤتمر خلال الفترة من 29 - 30 يوليو الحالي 2025، وتناول المؤتمر أربعة محاور رئيسية، بناء الأخوة عبر الحدود، الحقوق والعدالة الاجتماعية، دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التفاهم، والتغير المناسب والعدالة البيئية، وهي محاور منبعثة من وثيقة الأخوة الإنسانية.

المؤتمر الذي احتضنته العاصمة جاكرتا هو إحدى المحطات الرئيسية لتفعيل مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي شاهدتها العاصمة الإماراتية (أبوظبي) في الرابع من فبراير 2019 بتوقيع البابا الراحل فرانسيس بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطيب الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وذلك لتعزيز السلام والتعايش المشترك، فقد كان التحدي كبيرًا لتفعيل تلك الوثيقة التاريخية.

وقد حضر حفل الافتتاح الأمين العام للجنة العالية للاخوة الإنسانية السفير الدكتور خالد الغيث، والبروفيسور جمهري معروف رئيس جامعة الإسلام الدولية باندونيسيا، وقد أكد الدكتور الغيث في كلمة الافتتاح على أن مؤشر السلام العالمي العام 2023 يشير إلى تراجع السلام في خمسين دولة، الأمر الذي يوجب مضاعفة الجهود لبناء الثقة وتعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات، وغرس قيم الأخوة الإنسانية، والاحترام في عقول الناشئة في مراحله التعليم الأولى.

المؤتمر الذي شهدته العاصمة الاندونيسية رغم وجود الفعاليات ذات الخبرة الكبيرة في محال السلام والتعايش إلا أنه كذلك شهد حضورًا شبابيًا مميزًا من طلبة الجامعة، وذلك لاكتساب الخبرات الكبيرة التي شاركت بأوراق عمل جدية في مجال تعزيز السلام الدولي ومحركاته الأخلاقية مثل التعايش والتسامح والعفو والحوار الهادئ وغيرها من القيم الإنسانية التي تعتبر السياج الأخلاقية للبشرية.

وثيقة الأخوة الإنسانية لم تتجاوز العشرة أعوام منذ توقيعها ومع ذلك حققت الكثير من الإنجازات، إنها ليست وثيقة تاريخية بين القيادة الدينية، الإسلام والمسيحية، ولكنها تجاوزت ذلك الى إعادة بناء الإنسان الذي يؤمن بالتعايش السلمي رغم الاختلاف في الدين أو المعتقد، وهذا ما شاهدناه في اندونيسيا حيث التنوع الديني والعرقي والثقافي، ولربما هذا أحد أهم أسباب نجاح مبادرات اللجنة العليا للاخوة الإنسانية!.

وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت متوافقة مع وثيقة المدينة المنورة التي وضع أساسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتوافقة مع العهدة العمرية التي وضعها الفاروق عمر لأهل بيت المقدس، وها هي وثيقة الأخوة الإنسانية تعمل من أجل نشر الخير بين البشرية، وذلك ما تم طرحه بالمؤتمر، فقد شهد المستمر الكثير من التجارب والمشاريع لتعزيز الأمن والاستقرار.
من هنا يجب الإشادة بالدخول الخبرة التي قام بها فريق العمل لإنجاح مؤتمر بهذا الحجم لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي، والازدهار والنماء لشعوب الأرض.

صحيفة الأيام البحرينية

 الأحد 3 أغسطس 2025



إرسال تعليق

0 تعليقات