جامع الشيخ حمد بالمحرق

 

جامع الشيخ حمد بالمحرق

الكاتب صلاح الجودر


لم يكن بالمحرق حتى العام 1893 سوى جامعين لأداء صلاة الجمعة، فأبناء المحرق ومحيطها يؤدون صلاة الجمعة في الجامع الشمالي (جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة) والجامع الجنوبي (جامع الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة)، ولا يزال الجامعان يؤديان وظائفهما التعبدية تحت إشراف إدارة الأوقاف السنية ووزارة العدل والشؤون الإسلامية. 

وقد جاء ذكر جامع الشيخ حمد في كتاب التحفة النبهانية للشيخ محمد بن خليفة بن حمد بن موسى النبهاني بالصفحة 42: أنه حتى العام 1311هـ (1893م) لم يكن في المحرق سوى جامعين و 42 مسجدًا، وكما أشار المهندس طارق والي في كتابه (المحرق.. عمران مدينة) بالصفحة 57 - 58: أن مؤسس الجامع هو الشيخ عبدالله بن أحمد (الفاتح) آل خليفة.

ويقع جامع الشيخ حمد في سوق المحرق مباشرة بعد محلات حلوى شويطر، وقد تم بناء الجامع وبقربه بيت الشيخ حمد الذي أزيل في الثمانينات، وتوجد هناك المكتبة الخليفية من جهة الشمال، وللجامع الكثير من الصور التي تم التقاطها قديمًا.

وقد تم تجديد الجامع في عهد الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة في الخمسينات، ثم جدد في عهد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ووضعت حينها على سقفه 63 قبة مما شكل عبئًا ثقيلاً على الجامع فبدأ بالتصدع حتى هدم في 20-3-1998م، وتم تشيده مرة أخرى في العام 2000 على نفقة وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بتكلفة إجمالية تقدر بـ 750.000 دينار، وتبلغ مساحة الجامع 2284 مترًا مربعًا، وبني الجامع من طابقين، وللجامع منارة واحدة كبيرة من جهة الشمال في نفس موقع المنارة القديمة، ويسع تقريبًا 3000 مصلٍ و150 مصلية، وللجامع ثلاثة أبواب، الرئيسي من جهة الشرق وآخران من الشمال والجنوب، وكانت للجامع منارة قديمة ارتفاعها 65 قدمًا تقريبًا، وكانت هناك لوحة من الجبس في الناحية الشمالية من الجامع مكتوب عليها (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا…) «الأحقاف: 14»، وقد أزيلت تلك اللوحة أثناء الهدم وإعادة البناء.

الخطباء: 

ارتقى منبر جامع الشيخ حمد بالمحرق الكثير من العلماء والقضاة والمشايخ، ومنهم الشيخ عيسى بن راشد بن عيسى بن خميس والمعروف بـ(مفتي المحرق)، وهو أشهر خطباء البحرين ومحفظ كتاب الله للشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة والأديب عبدالله الزايد، وكان مدرسًا بمدرسة الهداية الخليفية في بداياتها، وارتقى المنبر كذلك الشيخ عبدالله بن عبداللطيف الصحاف، الشيخ عبدالله بن عجلان، الشيخ عبدالله راشد الظاعن، القاضي الشيخ عبدالله الفضالة، القاضي الدكتور الشيخ عمر بن عبدالوهاب القاضي وغيرهم كثير.

أئمة الجامع:

ولقد تعاقب على الجامع الكثير من الأئمة وأبرزهم القاضي الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مبارك والمعروف بـ»المميز»، وسمي (بالمميز) لأنه كان يميز القضايا الشرعية، ولد في الاحساء العام 1892، ويعتبر من أشهر قضاة البحرين في عهد الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وقد سكن أول الأمر في غرفة بمبنى بمنطقة (براحة البنغتم) بالمحرق، ثم انتقل إلى بيت الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة بعد أن هجر، وكان يجلس في مجلسه صباحًا ومساءً للنظر في القضايا الشرعية، وقد اعتزل العمل في البحرين سنة 1970، ولم يكن الشيخ «المميز» إماماً راتباً للجامع.

وهناك الكثير ممن استلم إمامة الجامع ومنهم الشيخ عبدالله بن عجلان، والشيخ عبدالرحمن بوحمود، والشيخ حسن قاسم الشيخ، والشيخ عيسى عبدالرحيم طالب، والشيخ عبدالناصر حمد خليفة مجرن الكواري، والشيخ علي محمد مبارك سالم، وغيرهم ممن لم نتمكن من رصدهم.

 

المؤذنون: 

أما المؤذنون الذين أشرفوا على الجامع فهم كثير، ومنهم علي الصباغ، محمد بن عون، أحمد شمس، محمد ماجد عون، راشد عون، عبدالعزيز أحمد عون، محمد الياس سيد عمر وآخرون.


إرسال تعليق

0 تعليقات