مبادرة تعايش إلى الرياض

 


مبادرة تعايش إلى الرياض

بقلم: صلاح الجودر

صحيفة الأيام العدد 12391 الأحد 12 مارس 2023

في إحدى لقاءات سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد بالمملكة العربية السعودية قال بأن أوروبا القادمة ستكون في الشرق الأوسط، وأن هناك تحولات إيجابية كبيرة ستشهدها دول المنطقة، وأخذ يعدد تلك الدول، وللأمانة فإن ما ذكره سمو الأمير محمد بن سلمان نراه اليوم على أرض الواقع، ولمن زار الشقيقة الكبرى السعودية في كل مدنها وقراها يرى تلك التحولات الإيجابية التي تفرح الصديق وتغيض العدو.

ومن منطلق المسئولية الاجتماعية بالبحرين وتعزيز العلاقات الخليجية تم تنظيم رحلة إلى الرياض ضمن (مبادرة تعايش) لزيارة عواصم الدول الخليجية، وقد سبقتها الكثير من الرحلات داخل وخارج البحرين، ولكن زيارة الرياض بلا شك تركت أثراً جميلاً في ذاكرة المشاركين من شعراء وإعلاميين وسيدات أعمال وطلبة جامعيين، وذلك لما تم مشاهدته بالعين من دخولنا الأراضي السعودية وحتى العودة عن طريق جسر الملك فهد.

يطرح سؤال بديهي عند قطاع السياحة والمهتمين بالسفر والترحال: هل عواصم الدول الخليجية تستحق الزيارة ولو لمرة واحدة؟، وهل هي وجهة للعائلات الخليجية التي تهوى السفر؟، الإجابة لا يمكن طرحها دون معرفة رغبات السائح الخليجي والأماكن التي يبحث عنها، وللأمانة فإن الدول الخليجية اليوم لديها مقومات السياحة العائلية من أمن واستقرار دولها، والأجواء الجميلة والأماكن السياحية، فإذا كان السائح الخليجي يبحث عن التسوق والمجمعات أو يبحث عن الآثار والمباني التاريخية أو الأجواء الباردة والجبال والسواحل والوديان، فإن ذلك كله في الدول الخليجية التي تقع بين ضفاف الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب، وإضافة إلى ذلك تشابه العادات والتقاليد في الدول الخليجية العربية، وهناك التواصل وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، كل ذلك في محيط دولنا الخليجية، ولا يكلف إصدار تأشيرة زيارة أو استبدال عملة، وهذا ما وجدناه خلال زيارة الرياض في (مبادرة تعايش 5).

ما أحدثته الحكومة السعودية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض شيء يفوق الخيال، ولربما أصبح من عجائب الدنيا، وقد لا يصدقه عقل، والسؤال كيف استطاعت الشقيقة الكبرى السعودية من تحقيق ذلك في سنوات قليلة، حتى أصبحت الرياض وجهة كل العرب؟!.

في رحلة استمرت أربعة أيام استطاع المشاركون في رحلة الرياض (تعايش5) من الحصول على اجابة السؤال أعلاه من خلال زيارة الكثير من الأماكن، وهي جديرة بأن يخصص لكل منها يوم كامل، ومن تلك الأماكن: برج المملكة، واجهة الرياض، الرياض بارك، اسبلاندا، قلعة المصمك، سوق المعيقلية، سوق سويقة، سوق الزل، سوق الحراج، بوليفارد سيتي، بوليفارد ورد، مجمع النخيل، منتزه البجيري والدرعية ووادي حنيف، والمتحف الوطني السعودي، هذه الأماكن جزء يسير مما تحتوية الرياض من أماكن للترفيه العائلي، لذا لم يكن مستغرباً لدينا ونحن نرى الأشقاء الخليجيين في كل مكان.

رياض اليوم تختلف عما كانت عليه بالأمس، تحديث مستمر في البنى التحتية، الشوارع والجسور والأنفاق، القطارات والحافلات والمطارات، لقد حولت الحكومة السعودية صحراء المملكة إلى مستنقعات مائية ونافورات ومطاعم ومقاهي، والأجمل في ذلك كله هو الإنسان السعودي المحافظ على عاداته وتقاليده، من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وهذا ليس غريباً على هذا الشعب العظيم لما يحمله من عقيدة وأخلاق وتاريخ مجيد.

حبنا نحن البحرينيين للسعودية لا يقل عن حب السعوديين أنفسهم لبلادهم، لذا كانت وجهة مبادر (تعايش5) إلى الرياض لمشاهدة التحولات الكبيرة التي تشهدها السعودية، لذا تمنى المشاركون معنا برحلات قادمة إلى العلا وأبها ومشروع ذا لاين (The Line) حال انتهائه الذي سينطلق من البحر الأحمر إلى صحراء الربع الخالي.

إرسال تعليق

0 تعليقات