يوم الصحافة البحرينية


الأديب عبدالله الزايد

في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من مايو، ويوم الصحافة البحرينية والذي يصادف السابع من مايو، أكد مجلس الوزراء الموقر (على الإسهامات المقدرة للمؤسسات الإعلامية الوطنية، وأبناء البحرين العاملين بميدان الصحافة والإعلام في مسيرة العمل الوطني كشركاء فاعلين في التنمية)، والمناسبتين مرتبطتين مع بعض، فالجسم الصحفي البحريني يعمل في إطار الصحافة العالمية، وهذا التقدير شهادة يفخر بها كل صحفي وكاتب بالصحافة البحرينية.

فالصحافة البحرينية لها تاريخ طويل في الدفاع عن قضايا الوطن وتعزيز أمنه واستقراره، وحماية مكتسباته، فأكثر من ثمانين عامًا والصحافة البحرينية تقوم بواجبها الوطني، فإذا كانت بعض الأجهزة الرسمية أو الخاصة لها أوقات راحة فإن الصحافة البحرينية تعمل على مدار الساعة، وطوال الأسبوع، دون ملل أو كلل، تذهب إلى الحدث مهما كان حجمه لتستقي الأخبار بكل حيادية وتجرد، وليس عليها من رقيب سواء الضمير والمسؤولية الوطنية، وما الشكر والتقدير الذي عبر عنه مجلس الوزراء إلا مسؤولية أخرى تتحملها الصحافة الوطنية.

ثلاثة مواقف مشرفة للصحافة البحرينية كان الفارق بينها عشر سنين:

الأول العام 2001: فقد كان للصحافة البحرينية موقفًا مشرفًا مع المشروع الإصلاحي الذي دشنه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حين دعمت ميثاق العمل الوطني في العام 2001 ثم الانتخابات النيابية والبلدية في العام 2002، فعملت على نقل الصورة حية ومباشرة وبكل حرفية، فساهم رؤساء تحرير الصحف والصحفيين وكتاب الأعمدة والمقالات في نشر الوعي بين الناس للخروج من مرحلة الاحتقان السياسي إلى مرحلة الانفتاح والمشاركة وصنع القرار، وتحملت الصحافة البحرينية على عاتقها مسؤولية رفع المستوى السياسي للمواطن العادي من أجل المشاركة في صنع القرار، واختيار الأفضل له في الانتخابات.

الثاني أحداث العام 2011: فقد وقف رجال الصحافة بكل فئاتهم مع الوطن لتعزيز أمنه واستقراره، وليس في أيديهم سواء القلم والكاميرا لنقل ما يحدث في الشارع من ممارسات خارج إطار القانون والنظام، فكانوا شركاء في الدفاع عن الوطن ومكتسباته، فساهموا في تفكيك الإِشكالية التي شهدها الوطن رغم ما كان يتعرضون له من مخاطر في الشوارع والطرقات.

الثالث جائحة كورونا 2020: فقد داهمت جائحة كورونا العالم في حين غرة، وسقطت الكثير من الدول وفشل نظامها الصحي كما حدث في الكثير من الدول الأوروبية، ولكن البحرين وبفضل الله ثم توجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ومتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة فقد استطاعت البحرين من مواجهة الجائحة وتقليل الخسائر فيها، فكان لوزارة الصحة والداخلية وشئون الإعلام دور كبير في التصدي للجائحة، وكذلك الصحافة البحرينية من رؤساء تحرير وصحفيين وكتاب أعمدة ومقالات كانت لهم الإسهامات الكبرى، ومن يعود للأرشيف سيرى الكم الهائل من التحقيقات الصحفية والمقالات والأعمدة وغيرها مما يدعم برنامج فريق البحرين للتصدي للجائحة.

 

تاريخ الصحافة البحرينية

لم تكن تلك المواقف الثلاثة وغيرها بغريب على صحافتنا البحرينية، فسجلها التاريخي مشرف رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها مثل الأزمة الاقتصادية والتحول الرقمي وغيرها، فمن سجلها التاريخي نرى المواقف المشرفة التي بذلتها من أجل حماية الوطن ومكتسباته، فهي خط الدفاع الأول في وجه المخططات التي تستهدف أمن واستقرار ومكتسبات الوطن.

ففي العام 1936 أسس الأديب عبدالله الزايد أول مطبعة حجرية وأسماها (مطبعة البحرين ومكتبتها)، وخلال ثلاثة أعوام استطاع أن يصدر أول صحيفة أسبوعية سياسية في الخليج العربية، ففي العام 1939 أصدر جريدة البحرين، وفي العام 1946 جاءت مطبعة المؤيد، وفي العام 1952 جاءت المطبعة الشرقية، ثم توالت المطابع، والجدير بالذكر أن توزيع الصحف بالبحرين بدء من العام 1919 حين أسس سلمان أحمد كمال المكتبة الكمالية في المنامة.

ثم جاءت المجلات الأدبية الشهرية مثل صوت البحرين 1950، وجريدة الخميلة 1952، وجريدة القافلة 1952، وجريدة الوطن 1955، وجريدة الميزان 1955، وجريدة الخليج العربي 1956، وجريدة الأضواء 1965، ومجلة صدى الأسبوع 1969، ومجلة الرياضة 1974، ومجلة الملاعب 1978، ثم جاءت الصحف والمجلات التي نشاهدها اليوم، والتي تقوم بواجبها الوطني.

لم ولن تتوقف الصحافة البحرينية عن القيام بواجبها، وما دورها في مواجهة جائحة كورونا إلا إحدى المحطات التاريخية التي تساهم في تعزيز أمن واستقرار المجتمع.


بقلم: صلاح الجودر

صحيفة الأيام / مراجعات

العدد 12082 السبت 7 مايو 2022

الرابط

https://www.alayam.com/Article/courts-article/419384/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86.html#alst

إرسال تعليق

0 تعليقات