الحذر من إشاعة الفوضى والخراب

 


أيها المسلمون، المتأمل في أوضاع أمتنا الإسلامية وعللها يرى الأفكار المتطرفة التي تدعو لسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وإشاعة الفوضى، ويزداد العجب من العقول التي تروج لتلك الأفكار تحت دعاوى وفتاوى دينية، والدين منها براء، لذا يتساءل الفرد: ما بال هؤلاء لا يصغون إلى نداء رب العالمين؟!، ما بالهم لا يصغون إلى نداء العقل والمنطق؟!.

أيها الإخوة المؤمنون، ما يحدث في بعض الدول من أعمال تستهدف أرواح الناس وممتلكاتهم قد أفجعت الضمائر الإنسانية، فهي أعمال جبانة، تستنكرها كل الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية والفطر الإنسانية، لذا لنا وقفه مع ذلك الحادث الإجرامي:

أولاً: ترويع الآمنين والاعتداء على ممتلكاتهم الخاصة هو إجرام وإفساد يجب شجبه واستنكاره، ويجب عدم تبريره أو البحث له هم مسببات لقوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[الأعراف: 56].

الثاني: أن تلك الأعمال ليست من البطولة والشجاعة في شيء، فالبطولة أن تبني لا تهدم، وأن تعمر لا تخرب، وأن تصلح لا أن تفسد، فحرق السيارات وترويع الآمنين ليس ببطولة، لقد أساء أصحاب تلك الأفعال لأنفسهم، فهم عديمي الرحمة والشفقة، وهم بعيدون عن نبي الرحمة الذي وصفه ربه في كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [الأنبياء: 107].

عباد الله، يذهل المسلم ويحار مما يرى من الأعمال الشريرة التي تقوم بها فئات خرجت على الناس، ثم تجد من يحاول البحث لها عن مخارج لتبرير أعمالها الإجرامية، إن الأمر أبعد من ذلك، فتلك الفئات ملئت صدورها حقداً وكراهية، ويرى ذلك في أعمالها، فهي تريد أن يسير الجميع خلفها للإفساد في الأرض، فكشفوا عن سواعد التخريب والتدمير، واتبعوا مخططات تغير هوية المنطقة، فكانت أعمالهم حرق ونهب وتفجير، في حلقات إجرامية إرهابية جديدة، لحقت بسابقاتها في مناطق كثيرة، لتشكل عملاً إرهابيا آثماً يلعنه الله ورسوله والمؤمنون.

أيها الإخوة المؤمنون، إن الفكر التحريضي والتخريبي تحاربه كل الشرائع السماوية، والموقف الشرعي يوجب على الجميع رفض تلك الأعمال دون البحث عن مبررات، فالشريعة الإسلامية الغراء جاءت لحفظ الأمـن، وحفظ الدماء، ودم المسلم وماله وعرضه حرام، قـال عليه الصلاة والسلام: (كلُ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) [أبوداود وصححه الألباني]، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعـل الشيطـان ينـزع في يده فيقع في حفرة من النار) [البخاري]، فيكيف بمن يزرع قنبلة أو متفجر، كيف بمن يستبيح دماء الأبرياء؟، كيف بمن يروع طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً أو امرأة ضعيفة؟!.

العنف والتخريب لا يحملان سوى عنوان واحد هو الإفساد في الأرض، والمشاعر كلها تستنكره وترفضه، وتتبرأ من أصحابه، لذا صح عن رسول الله أنه قال: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) [أبو داود].

عباد الله، المحافظة على الأمن والاستقرار مسئولية مجتمعية، وليس الأمن فقط هو أمن الشوارع والطرقات، بل يجب أن يشمل أمن العقول والأفهام، بتطبيق شرع الله، وطاعة ولاة الأمر، وسد منافذ الشر، وتصفية المجتمع من كل من يسعى لتعكير أمنه واستقراره.

إرسال تعليق

0 تعليقات