الإسراء
هي الرحلة
الأرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الإسراء لغة من السَّرى، وهو السير
ليلاً، وقال الإمام السخاوي في تفسيره: إنما قال: ليلاً. والإسراء لا يكون إلاَّ بالليل، لأن المدة التي أُسيَ به فيها لا تُقطع في أقل من أربعين يوما، فقُطعت به
في ليلٍ واحد، وهو موضع التعجب، قال صلى الله عليه وسلم:(لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) [رواه البخاري].
المعراج
هي الرحلة السماويَّة حيث سدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة تقع في الجنة (السماء السابعة) وجذورها في (السماء السادسة) بها من الحسن ما لا
يستطيع بشر ان يصفه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (...ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما، يخرج من
تحتها أربعة أنهار: اثنان باطنان، واثنان ظاهران، ورأيت ورق الشجرة كآذان الفيلة،
وحملها كقلال هجر).
جاء الحديث عن الإسراء أولاً (في سورة الإسراء)، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1].
وتأخر الحديث عن
المعراج إلى سورة النجم، قال تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا
يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ
الْكُبْرَى) [النجم: 13-18].
الحالة الإجتماعية: إلى جانب ما كان يلاقيه صلى الله عليه وسلم من عنتٍ وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته، تعرض للحصار في الشعب مع (بنوهاشم وبنو عبدالمطلب)، ثم فقد عمه أبوطالب، وكذلك زوجته خديجة بنت خويلد، لذا سمي هذا العام بعام الحزن، هجرة الصحابة إلى الحبشة، موقف أهل الطائف من الرسول، موقف بعض القبائل العربية من الدعوة الإسلامية.
الحالة
الإقتصادية: كان اليهود في المدينة يمسكون بالإقتصاد خاصة أن طريق التجارة يمر
بالمدينة المنورة.
الحالة
السياسية: لم تظهر سلطة سياسية، الا انه في مكة كان الوضع أفضل بقليل لوجود قبائل
مختلفة وتجار يقومون برحلتين كل عام، ووفود الحجاج القادمين كل عام للكعبة، لذلك
وجب وجود بعض التنظيم السياسي، منها: السندانه والحجابة، السقاية والعمارة،
الرفادة، أما أطراف الجزيرة العربية وسواحلها وبادية الشام فقد عرفت التنظيمات
السياسية، منها مملكة تدمر ثم مملكة الغساسنة.
الحالة
الإقليمية: هناك صراع أقليمي للسيطرة على المنطقة بين الروم والفرس، لذا قال تعالى:(غلبت
الروم).
وقت
الإسراء والمعراج:
رجح أكثر علماء
السيرة أن حدوثها كان قبل الهجرة إلى المدينة بسنة واحدة، وقيل بستة أشهر، وقيل
غير ذلك، أي بعد مرور اثني عشر عامًا من البَعثة، وقيل كانت في شهر رجب وقيل في
ربيع الأول وقيل غير ذلك. والثابت أنها بعد وفاة خديجة
رضي الله عنها لأنها لم تدرك فرض الصلاة التي فرضت
في رحلة المعراج.
الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج
تالتسلية لرسول الله: توالت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات
الكثيرة.
إمتحان الناس: لما كان الإسراء والمعراج خرقًا
لأمور طبيعيَّة ألفها الناس، فقد كانوا يذهبون من مكة إلى الشام في شهر ويعودون في
شهر، لكن رسول الله ذهب وعاد وعرج به إلى السموات العلا، وكل هذا وذاك في فترة
قصيرة، فكان امتحانًا واختبارًا للناس جميعًا، وخاصة الذين آمنوا بالرسالة
الجديدة، فصدَّق أقوياء الإيمان وكذَّب ضعاف الإيمان.
ý الدين الخاتم: لقد كان الصعود من بيت المقدس ولم يكن من مكة، وهو نشر الإسلام
وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع للناس كافة على اختلاف
أجناسهم، وألوانهم، وشعوبهم، ولغاتهم.
ý أهمية الصلاة: يعتبر فرض الصلاة بهيئتها المعروفة وعددها وأوقاتها
اليومية المعروفة على المسلمين في رحلة المعراج دليلاً على أن الصلاة صلة بين
العبد وربه، وهي معراجه الذي يعرج عليه إلى الله بروحه، وقيل أيضا: اقتصر الأنبياء
على وصفه بالصالح لأن الصلاح تشمل خلال الخير؛ ولذا كرَّرها كلٌّ منهم. وقد ذكر
القرطبي أن الحكمة في تخصيص موسى بمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة لأنه أوَل من تلقاه عند الهبوط،
ولأن أُمته أكثر من أُمة غيره، ولأن كتابه أكبر الكتب المنزلة قبل القرآن تشريفاً
وأحكاماً، لكون أُمة موسى قد كُلفت من الصلوات بما لم تكلف به غيرها من الأمم،
فثقلت عليهم، فأشفق موسى على أُمة محمد.
الحكمة في ترتيب
الأنبياء في السماوات:
قال الإمام السيوطي:
1. الحكمة في كون آدم في الأُولى أنه أول الأنبياء
وأول الآباء.
2. عيسى في الثانية لأنه أقرب الأنبياء عهدًا من
محمد.
3. يوسف في الثالثة لأنَّ أُمّة محمد يدخلون
الجنة على صورته.
4. إدريس في الرابعة قيل: لأنه أول من قاتل للدين.
5. هارون في الخامسة لقربه من أخيه موسى.
6. موسى في السادسة أرفع منه لفضل كلام الله.
7. إبراهيم في السابعة لأنه الأب الأخير، وأيضا
منزلة الخليل تقتضي أن تكون أرفع المنازل.
ý ومنزلة الحبيب محمد أرفع،
فلذلك ارتفع عنه قاب قوسين أو أدنى.
الحكمة من فرض
الصلاة:
ولعل الحكمة في
تخصيص فرض الصلاة بليلة الإسراء والمعراج أنه لما عُرج بالنبي في تلك الليلة تعبد الملائكة، وأن منهم القائم فلا يقعد، والراكع فلا
يسجد، والساجد فلا يقعد، فجمع الله له ولأُمَته تلك العبادات كلها، يصليها
العبد في ركعة واحدة.
العلاقة بين
المسجد الحرام والمسجد الأقصى:
ý يوحي للمسلمين بمكان بدئه وهو المسجد الحرام،
ومكان نهايته وهو المسجد الأقصى، يوحي بمهابط الوحي الأول الذي تلقاه إبراهيم
وإسماعيل، ومهبط الوحي الثاني الذي تلقاه موسى وعيسى، وأنها كلها مهابط الرسالة
الإلهية التي جاء محمد لتكميلها
والهيمنة عليها، وأن الرسل جميعا الذين اصطفاهم الله لتبليغها بُناة بيت واحد، يضع
آخر لبنة فيه خاتمهم محمد بن عبد الله، صاحب الإسراء والمعراج.
ý بيت المقدس هجرة غالب الأنبياء، والقدس أرض النبوات
السابقة، كان فيها إبراهيم وإسحق ويعقوب وسليمان وداود وعيسى وغيرهم كثير
من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
ý أرض المحشر كما أخبر بذلك رسول الله فقال: (الشام أرض المحشر
والمنشر).
ý فيها الخلافة الراشدة في آخر الزمان،
فقد
روى أحمد في مسنده أن رسول الله قال:
(إِذَا رَأَيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ
فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَامُ
وَالسَّاعَةُ
يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ).
ý إمامة الأنبياء بالمسجد
الأقصى بمثابة انتقال القيادة إلى نبوة جديدة لنبي خاتم، ولأمة هي خير أمة أخرجت
للناس.
ý أراد الله عز وجل أن يربط وجدان المسلمين
ومشاعرهم بالمسجد الأقصى الذي لا يقل في تقديسه
عن المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الدروس والعبر:
ý الاطلاع على قدرة الله تعالى وبديع صنعه: القدرة
الإلهية التي خلقت هذا الكون الكبير لن تعجز عن حمل بشر إلى عالم السماء، وإعادته
إلى الأرض في رحلة ربانية معجزة.
ý من معجزات النبي:
فقد أكرم الله نبيه محمدًا برحلة لم يسبق لبشر أن قام بها، فقد شاهد من آيات ربه
ما لا يمكن لبشر أن يراه، ووصل إلى
مستوى يسمع فيه كلام الله تعالى وصرير الأقلام.
ý التأييد الإلهي: في صباح تلك الليلة أخبر رسول
الله قومه
بخبر الإسراء، فكذّبوه وشككوا في قوله، وتحدوه أن يثبت صدقه إن كان صادقًا، وراحوا
يسألونه عن بيت المقدس، قال :
(دخلت فيه ليلاً وخرجت منه ليلاً)، حينئذٍ أتاه جبريل بصورته، فجعل ينظر إليه
ويخبرهم.
ý شجاعة الرسول:
ويتضح ذلك عندما أخبر قريشا أنه أُسري به إلى
بيت المقدس وعاد في نفس الليلة، ولم يتأخر ولم
يتردد مع علمه بعناد
كفار قريش.
ý فضل ومكانة نبي الله:
حيث صعد به رب العزة إلى مكان عظيم لم يبلغه أحد من البشر قبله،
حيث عرج به إلى السموات السبع، وتخطاهن حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وكلَّمه رب
العزة والجلال.
ý فضل وأهمية الصلاة: لقد فرضت الصلاة من بين
أركان الإسلام في السماء السابعة، فأصبحت الركن الثاني من أركان الإسلام، وأمر
بالقيام بها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والصحة والمرض، وأصبحت قُرة عين
النبي.
ý عموم رسالته:
لقد ثبت في الروايات المتعددة أن رسول الله صلى بالأنبياء إمامًا في بيت المقدس
في ليلة الإسراء والمعراج.
ý الاستفادة من الخبرات السابقة: يتضح لنا من
خلال استجابة رسول الله لنبي الله موسى بالمراجعة في أمر الصلوات: (...
وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت).
ý الإسلام دين الهداية والفطرة: من أحداث تلك
الليلة المباركة أن رسول الله قد
اختار إناء اللبن وشرب منه، جاء في الحديث أن جبريل قال له عندما أخذ اللبن: "هديت
الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك".
ý أصل الدين واحد هو التوحيد: إن أنبياء الله
ورسله بعثهم الله إلى خلقه ليعرفوهم بالله، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]. وهذا يعني أن رسالة الأنبياء واحدة، وأنهم جميعًا
إخوة، وقد أكَّد رسول الله،
فعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله:
(أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،
وَالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ).
والعَلات بفتح المهملة: الضرائر.
ý الإستعداد للهجرة الكبرى للمدينة المنورة، بيعة
العقبة الأولى والثانية.
هل الإسراء والمعراج
معجزة؟
المعجزة هي أمر
خارق للعادة، مقرون بالتحدِّي، يَظْهَر على يد مدعي النبوَّة موافقًا لدعواه، ذلك
لأن الذين يتحدَّاهم الرسول بالمعجزة لا يستطيعون الإتيان بمثلها منفردين أو
مجتمعين، في حدود قدراتهم الممنوحة لهم بحسب مستواهم، وعلى هذا فالرسول لم
يتحدَّ أحدًا بهذه الرحلة، ولم يطلب من المشركين أن يعارضوه فيأتوا بمثلها، ولذلك
إذا قلنا: إنها معجزة. فإننا نقول ذلك على سبيل المجاز، فهي أمر خارق للعادة،
ولكنه لم يكن للتحدي، ولم يرَهُ الناس بأعينهم حتى يؤمنوا به كإحدى معجزات
النبوَّة، وإنما كان تسلية للنبي،
واختبارًا للمسلمين المقبلين على مراحل أخرى من الجهاد يَعْلَمُها الله.
المكذبون بهذا
الحدث:
لا عقل لهم، فهناك
شواهد كثيرة منها مثلاً:
ý حادثة نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في لمح
البصر.
ý رفع إدريس إلى السماء، ورفع إلياس إلى السماء،
ورفع عيسى بن مريم إلى السماء.
ý كلها أحداث قبل رفع رسول الله إلى
السموات العُلا، ولكنه عاد بعد الرفع ولم يمكث كما حدث لهؤلاء الأنبياء والرسل.
ý رحلة بالجسد والروح كما بين أهل العلم.
تفاصيل رحلة الإسراء
والمعراج
تواترت الأحاديث
عن الإسراء والمعراج على ما يزيد عن عشرين حديثاً، من تلك الأحاديث حديث مالك بن
صعصعة، وحديث أبي ذر، وحديث أم هانئ، وحديث أنس بن مالك، ففي صحيح مسلم عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله:
( أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند
منتهى طرفه، قال:
فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة (حلقة باب المسجد الأقصى)، التي يربط
الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام
بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل اخترت الفطرة (الإسلام
والاستقامة)، ثم عُرج بالنبي بصحبة
جبريل إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فسُئِل عمن معه؟، فأخبر أنه محمد ،
ففُتح لهما.. وهكذا سماء بعد سماء، حتى انتهيا إلى السماء السابعة، فلقيا في
السماء الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي
الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه
السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام. ولقي
النبي في
كل سماء من الترحيب ما تقر به عينه. ثم رُفع برسول الله إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إليه ما أوحى،
وفرضت عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فأوصاه موسى ـ عليه السلام ـ أن يعود إلى
ربه يسأله التخفيف، فما زال النبي يفعل
حتى أصبحت خمسا بدل الخمسين. وعاد رسول الله إلى
بيت المقدس، فصلى بالمسجد الأقصى صلاة الصبح إماما والأنبياء خلفه..) وانتهت رحلته،
وبعد عودته إلى مكة أخبر رسول الله قومه برحلته، وبما رآه من آيات
ربه، فاشتد تكذيبهم له، وارتد بعض من لم يرسخ الإيمان في قلبه، وذهب بعض المشركين
إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس، فقال أبو بكر -رضي
الله عنه-: إن كان قال فقد صدق.
الإحتفال بالإسراء
والمعراج:
تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج،
هذه الذكرى التي ستظل المصدر الذي يتشرب منه المسلمون الدروس والعبر، وأبرزها المسجد
الأقصى، البقعة المباركة، مسرى رسول الله، ونهاية رحلة الإسراء وبداية المعراج، فقد فتحها الفاروق
عمر بن الخطاب وأعطى أهلها الوثيقة العمرية، ثم حررها صلاح الدين الإيوبي بعد
تسعين عاماً من الأسر.
مكانة الاقصى وبيت المقدس
قاقال العز بن عبد
السلام: اختلف العلماء في هذه البركة، فقيل بالرسل والأنبياء، وقيل: بالثمار
والمياه، وقال الطبري: جعلنا البركة لسكانه في معايشهم، وأقواتهم، وحروثهم
وغروسهم، ولهذا قال ابن تيمية: الأرض المباركة: حول المسجد الأقصى من بلاد الشام،
الأقرب فالأقرب. كان ضمن ما ورد على لسان رسول الله أنه
حينما وصل إلى بيت المقدس التف حوله جميع الأنبياء والرسل، واصطفوا وقدموه
للإمامة، وصلى بهم... وإن هذا ليعد احتفالاً بميراث النبوة الذي انتقل إلى خاتم
الأنبياء والرسل، وهو محمد بن عبدالله، وانتقل بذلك من ذرية إسحاق إلى ذرية
إسماعيل أبي العرب.
محاضرة الشيخ صلاح بن يوسف الجــودر
في جمعية دار الوالدين بالبحرين
الثلاثاء 27 مايو2014م
0 تعليقات